مجالس التعليم والوضع الأليم

6 فبراير 2022
مجالس التعليم والوضع الأليم

د. ذوقان عبيدات

أردني محظوظ – وربما مدور عدة مرات –  من يحصل على عضوية أحد مجالس التعليم ، وأردني عبقري من يحصل على عضوية مجلسين. وأردني خارق (سوبر مان ) من يحصل على عضوية ثلاثة مجالس ! 

طبعا اللهم لا حسد ، وكل يأخذ نصيبه : دعما أو تدويرا .

لدينا ثلاثة مجالس سياسات تعليمية هي :

 مجلس التربية والتعليم ( وزارة التربية والتعليم )

مجلس التعليم العالي ( وزارة التعليم العالي )

مجلس أعلى للمناهج ( المركز الوطني للمناهج )

ولدينا مجالس في كل جامعة لا حصر لها !

تعين المجالس بقرار من مجلس الوزراء الجليل ، وليس من وزارة الأشغال ( النافعة سابقا ) . وهذه المجالس مسؤولة عن سياسات التعليم بمختلف مستوياته . 

هذه المجالس بموجب خطاب الملك لم تفعل شيئا : لا تعليم تفكير ، ولا بناء عقلية ناقدة أو إبداعية ، بل في عهدها فقد التعليم ألقه وتراجع تماما ! بل وصادق أحد رؤساء هذه المجالس أمس على أن التعليم في تراجع .

انتهت مدة بعض المجالس ، وأعيد تجديدها و تدويرها وستنتهي قريبا أو بعيدا مجالس أخرى وسيعاد تدويرها أيضا !

أكرر لا اعتراض ولا حسد لأنني أعرف أن طريقة تشكيل هذه المجالس تتم وفق معايير الخضوع والولاء ، وهما قيمتان أردنيتان،  ومعايير النفع والتدوير،  وهما معايير أردنية أيضا .

وطريقة تشكيل المجالس تقود إلى مجالس :

  • موافقة كاملة على ما يقوله الوزير
  • قبول كل ما يعرض عليها من الوزير 

لم أسمع عن مجلس ناقش كتابا أو اعترض على رئيس جامعة أو أغضب وزيرا ، أو أثار عتب وزير ،  فالمجالس غير فاعلة ولذلك فهي معفاة من ضريبة الإنجاز والتغيير.

فالمسؤولية على رؤساء هذه المجالس الذين يمتلكون الحل والربط والحرب والسلم … كما قال مظفر النواب .

دعونا ننسى الماضي ونتسامح ، فالأردنيون متسامحون جدا مع المسؤولين الفاسدين، ولنبدأ من اليوم .

خطاب الملك مرّ عليه أربعة أو خمسة أيام  ، وورقة الملك مرت عليها خمسة أعوام . هل سنسمع أن وزيرا أو رئيس مجلس بدأ بحركة ما ؟ بل هل نسمع من هو أعلى أبدى تذمرا من بطء المجالس وجمودها وعدم فاعليتها وانزعج من مكافآتها ونفقاتها على الأقل ؟

بصراحة لست متفائلا مع أن الأمل لم يضع كليا .