تعايشنا مع الانفلونزا على مدى مئة عام بالرغم من ضراوتها فلما لانتعايش مع الكورونا

2 فبراير 2022
تعايشنا مع الانفلونزا على مدى مئة عام بالرغم من ضراوتها فلما لانتعايش مع الكورونا

الدكتور عبدالفتاح الكيلاني
اختصاصي الميكروبات الطبية

قبل مئة عام ونيف وتحديدا في عام ١٩١٨ تحديدا اجتاح العالم وباء قاتل تحت اسم الانفلونزا الإسبانية بحكم بدء انتشارة من اسبانيا لكافة دول العالم
وادى لاصابة أكثر من ٥٠٠ مليون انسان وتسبب بوفاة ما يزيد عن خمسين مليون مصاب.
ومنذ ذلك التاريخ لم تغب الانفلونزا وتعايش العالم معها وبالرغم انها من النوع المتحور الا انه يتم سنويا تصنيع لقاحات من المتحورات الجديدة لتوفير والوقاية والمناعة الصحية للمطعمين.
ولايزال مرض الانفلونزا يصيب ملايين البشر سنويا بالرغم من توفر اللقاحات ويسبب أيضا العديد من الوفيات ،فقبل أربعين عاما عندما كنت طالبا في كلية الطب بجامعة لندن للتخصص في علم الميكروبات الطبية كان معدل الوفيات سنويا في ذلك الوقت ٦٠ الف من بين المرضى في بريطانيا، الا ان هذه الوفيات كانت معظمها بين كبار السن ممن يعانون من بعض الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة بحيث تكون الإصابة بالانفلونزا كالقشة التي قصمت ظهر البعير وتؤدي لوفاة المريض،والعديد من وفيات الكورونا حاليا هم من هذا النوع من المرضى
واليوم يعاني العالم من وباء كورونا والذي يتشابة مع الانفلونزا في الكثير من الاعراض والتسبب بالوفاة وتحور الفيروس السريع ،وبعد مضي سنتين أو أكثر على الوباء ومايسببة المتحور الجديد(اومكرون ) من سرعة في الانتشار بحيث وصلت الإصابات إلى أعلى مستوياتها، علما ان الاعداد المعلنة لا تشكل نسبة ضئيلة من حجم الإصابات الحقيقي وتجاوز انتشارة كل إجراءات الحكومة الاحترازية ولكن بأعراض خفيفة .
وأمام هذا الواقع مما ساهم في العودة الى إغلاق العديد من المؤسسات سواء كانت رسمية أو خاصة بسبب ارتفاع نسبة الاصابات بين الموظفين والعاملين فيها واجراءات الحجر التي تطبق على المصابين، بحيث أصبح الكثير ممن يصابوا بالمرض يتعايشوا مع أعراضه البسيطة ولا يقوموا بإجراء الفحص تجنبا للحجر في حين يقبل البعض من الموظفين والعاملين على إجراء الفحص من أجل التعطل عن العمل بموجب قرارات الحجر بالرغم من أعراض المرض الخفيفة.
وتسبب ذلك بانعكاسات سلبية على جميع مناحي الحياة وفي مقدمتها الاقتصادية .
في نفس الوقت الذي بادرت بة العديد من دول العالم وفي مقدمتها بريطانيا إلى إلغاء معظم الإجراءات الاحترازية الصحية لمرض كورونا ومنها، الغاء إلزامية العمل عن بعد وعدم اشتراط الشهادة الصحية لدخول الأماكن العامة وعدم حجر المصابين مع الاستمرار في إلزامية إعطاء اللقاح واعتبار مرض كورونا مستوطنا والاعتماد على المناعة المجتمعية والتي يحققها سرعة انتشار العدوى خارج اجراءت السيطرة الحكومية ومحدودية أعراضه.
وهذا ما نناشد فية الحكومة ووزارة الصحة ولجنة الأوبئة إلى أعاده النظر في الإجراءات الصحية الاحترازية المطبقة لتعود الحياة إلى طبيعتها مع استمرار القيام بدورها في تتبع المرض والاسقصاء الوبائي والتطعيم وإيقاف الحملة الإعلامية حول المرض باعتبارة مرضا مستوطناوليس وافدا
واللة ومصلحة الوطن والمواطن من وراء القصد.