حرب و ارهاب بين المُسيرات و المخدرات

1 فبراير 2022
حرب و ارهاب بين المُسيرات و المخدرات

اللواء م عودة ارشيد شديفات

قد تتفوق التكنولوجيا في اختراعاتها و صناعاتها و منتجاتها و يقتنيها الانسان ،و يتابعها بشغف

و تحقق له مزيداً من الرفاه و التواصل و اختصار المسافات و متابعة الاحداث و المتغيرات و المستجدات ، و في الجانب الآخر قد تكون هذه المنتجات بإفرازاتها وبالاً على حياة الإنسان اذا سخرها في غير الأطر التي تعود عليه بالنفع و تساعده على قضاء متطلبات حياته.

لقد تعددت أشكال الحرب ، و تفنن صناعها في تسخير هذه التكنولوجيا لخدمة أهداف و غايات شريرة لم تراع ، الممنوعات و المحرمات و استباحت كل شيء ، لتحقيق مآرب بناة الشر،وشواذ الفكر و المتطرفين و تجار المخدرات ، و أصحاب المكر و الخداع و صناع الارهاب بكل أشكاله ، فكم من جريمة كانت أدواتها، الطائرات المسيرة ،و كم من روح ذهبت و دم هُدر و كرامة انسان استبيحت و ممتلكات دمرت، ارهاب عن بعد أصبحت أدواته متاحة و رخيصة الثمن ،مثل من سخروها لارهاب البشر ، عبث و خراب و تخريب مقصود و مخطط ،و خلفه دول و جماعات، عاثت في الأرض فساداً و إفساداً ، و وصل بها الأمر  أن تجعل من الطائرات المسيرة ناقلات للمخدرات و المتفجرات بلا حسسيب أو رقيب ، ومع كل ذلك تتفنن بعض الدول الصانعة بتحسين قدرات و اداء هذه الوسائل ، لمزيد من الشر و نشر الفوضى و تدمير حياة الناس، و إشغال جيوش الدول، و هي تتلذذ بمصائب الآخرين ، و تنشر ساديتها و مكرها من خلال عصابات و مليشيات و حماتهم ومن يخططون لهم، و يخوضون حروبها القذرة بالانابة في أرجاء شتى من دول العالم ،فهي ترعى من يزرعون و يصنعون و يصدرون و يتجارون و يهربون ، و توفر لهم كل السبل لتحقيق شرورها و مآربها ، فإذا لم تفلح بتدمير الاجساد  و إزهاق الأرواح ،ترنو   إلى تدمير العقول و السلوك و الاخلاق و إشاعة كل ما من شأنه إذلال المجتمعات و الدول ،و تبارك الانحراف بكل اشكاله و انواعه ، و تغذيه مكراً و حقداً و حسداً، و سخرت كذلك شبكات من الطبالين الذين يرقصون على دف الاشاعة و الكذب  و الزور و البهتان و الفتاوى التي تتفق مع مآربهم و أهوائهم .

ربما و الأقرب إلى الجزم و التأكيد ،أن هذه المسيرات أصبحت متاحة و في متناول عصابات الارهاب في شتى مناطق إنتشاره و سيستخدمها أبناء مخيمات النازحين و الدواعش و من هربوا من السجون ،و من أعدتهم الدول و المليشيات و العصابات من أبناء هذه المخيمات الذين أصبحوا بمثابة القنابل الموقوتة  داخل الدول ،وعلى حدود دول الجوار ومعهم بعض المهاجرين بالطرق الغير شرعية عبر البحار ، هذا الخليط هو السلاح الذي تبحث عنه و ترعاه و تتعهده  دول و تنشره سموماً و إرهاباً لن يميز بين لون و دين و عرق وغاياتها البعيدة “إجعل الفوضى تسود،تشت كل الجهود و تشغل الجنود ،و تقضي على أمن الدول والحدود”