أعطاب الأحزاب: الألغام الخمسة (1-2)

31 يناير 2022
أعطاب الأحزاب: الألغام الخمسة (1-2)

محمد داودية

لي بعض الملاحظات الفنية، غير السياسية، أقدمها ونحن على عتبات العبور إلى حياة حزبية، وفق قانوني الأحزاب والانتخاب الجديدين.
وهي ملاحظات لا تنظير فيها ولا تفلسف -ولا أقول فلسفة- استخلصها مما مَرّ علينا من تجارب، ومن الواقع السياسي الذي خبرناه، ومن الأحزاب السرية والعلنية التي انخرطنا فيها. سوف أستحضر نماذج تطبيقية، تبرهن على مزاعمي التي سأسوقها !
ثمة الألغام الخمسة، التي لا يمكن لأي حزب أن يتفادى الوقوع في حقولها، حتى لو كان حزبا مكونا من سلالة “زلمة ومرا”، كما نقول في دارجتنا.
وهاهي الألغام الخمسة، يا حفيظي العمر والسلامة:
أولها، التنافس والتزاحم والتصارع على مراكز قيادة الحزب، التي تنطبق عليها قاعدة “يا لعّيب يا خرّيب”.

ثانيها، الصراع على تمثيل الحزب في الاجتماعات الحزبية التي ستدعى الاحزاب اليها مع الملك وولي العهد والملكة والرئيس، وتمثيل الأحزاب في المؤتمرات الخارجية، وما يتصل بها من برستيج، وسفر، ومياومات.

ثالثها، مطحنة ترشيح أعضاء الحزب إلى الانتخابات النيابية وغيرها من انتخابات. ستندلع نيران غير صديقة ولا رفيقة في هذا الصراع الذي سيخالطه رشوات المال السياسي، والتدخلات من كل الجهات.

رابعها، ترشيحات أعضاء الأحزاب الفائزة في الإنتخابات، إلى مناصب الوزارة، والأعيان، والأمناء والمدراء العامين، والسفراء، ورؤساء الجامعات، ورئاسة وعضوية مجالس الإدارة، والوظائف العليا.
وتعال تفرج يا سلام.

خامسها، الانشقاقات وبيانات التشويه والتشكيك، الناجمة عن خيبة أمل أعضاء الحزب، الذين لم يطولوا العنب.
سينخدع الشباب، الذين يقتنعون بالتحزّب، ببريق أضواء النجوم والشخصيات السياسية والدينية والفنية والاقتصادية والإعلامية، متوهمين أنهم سيملأون الساحات والميادين بالأعضاء والمريدين. سيتوهم الشباب على الأعيان والنواب والدعاة ورجال المال والأعمال، ظنا أنهم يملكون التأثير، وظنا أنهم نتاج نمو سياسي سليم، في حين أن بعضهم “مَحْقونٌ أو مَزْروقٌ” بمادةٍ تجعله أكبر من حجمه وواقعة 5 مرات.
لن ينفع أو يحقق المطلوب، تركيبُ أرجل من جبصين، لقرايب وأصدقاء شخصيين لبعض المسؤولين، أو نسايب وحبايب، وإطلاقهم في سباق 100 متر، مع الإيطالي الصاروخ جاكوبس، أو مع الجامايكي الأسطورة بولت