النشرات الجوية .. هل تغير عادات العائلات بالتسوق

28 يناير 2022
النشرات الجوية .. هل تغير عادات العائلات بالتسوق

وطنا اليوم:مع بدء انتشار الأخبار بقدوم منخفض جوي شديد، تصبح النشرات الجوية الأكثر متابعة لدى المواطنين، سواء على التلفاز أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبناء على ما يسمعه الأفراد من خلال هذه النشرات الجوية التي تمتلئ بها المواقع من هنا وهناك، تبدأ التجهيزات والترتيبات، لتوفير المستلزمات الأساسية كافة للأسرة، وتحديدا المواد الغدائية، وما يلزم الأسرة حين يطال وقت المنخفض.
الاهتمام الكبير بالنشرات الجوية، تحديدا خلال فصل الشتاء، يعد سببا ومحركا أساسيا لتجهيز قائمة بالمشتريات الأساسية التي تلزم العائلة طيلة فترة المنخفض، ومنها ما لا يلزم أيضا.
عائلة أبو تيسير مكونة من 6 أفراد. تقول أم تيسير إن أبناءها تزداد طلباتهم عادة في الأجواء الباردة، ما يلزم أن تكون محتاطة لكل شيء، لافتة الى أن الإعلان عن المنخفض الثلجي الأخير دفعها هي وزوجها لتأمين البيت بمواد تموينية، خصوصا وأن هذه الحالة الجوية قد تطول.
وتؤكد أن ما تشاهده في المحال التجارية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي من تهافت العائلات للتسوق والشراء، تحديدا من المخابز، يجعلها تشعر بالقلق من نقص أي سلعة غذائية، وبالتالي شراء سلع إضافية.
تدرك ام تيسير أن هنالك مبالغات بهذا التسوق قبيل أي منخفض جوي، وأغلب الأشياء التي يتم شراؤها لا يتم استهلاكها، معترفة أن “الخوف والقلق” من أن ينقص البيت شيء خلال المنخفض، يكون هو المسيطر على الجميع.
اختصاصي الاجتماعي الاقتصادي حسام عايش، يبين أن النشرة الجوية، وخاصة في فصل الشتاء، تعد عنصرا أساسيا في حياة وحركة الأفراد والتخطيط لبرامجهم اليومية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية.
ويذهب الى أن خطأ ما في النشرة الجوية ربما يتسبب بخسائر كبيرة، خاصة عندما يتعلق الموضوع بحالة الثلوج من عدمها، مستذكرا حالات كثيرة تم الحديث فيها عن حالات ثلجية ولم تحصل نتج عنها تهافت الناس على شراء مواد غذائية مبالغ بها.
ويؤكد أن ما يحدث مع طبقات المجتمع المتوسطة والفقيرة من تآكل في حجم الدخل، ينبغي أن يجعلها حريصة أكثر على حجم الإنفاق، لافتا الى أن الإسراف في الاستهلاك، خصوصا في ظل هذه الموجات الجوية الباردة، يؤثر على ميزانية الأسرة، لذا من المهم الترشيد في الاستهلاك، كركيزة أساسية تقوم عليها المجتمعات السليمة، مثل الترشيد في استهلاك موارد الطاقة كالكهرباء والمحروقات وكذلك المياه، وفي الغذاء أيضا.
وينوه عايش الى أن ما يسبق المنخفض من تهافت على المخابز في مثل هذه الظروف، يوحي وكأن فترة الحجر والجلوس في المنزل ستمتد لأسابيع طويلة.
ووفق عايش، فإن تواجد السلع الغذائية أمر أساسي، غير أن هناك ضرورة بالترشيد في الاستهلاك والتوازن والاعتدال في الإنفاق من دون إهدار.
وترشيد الاستهلاك الغذائي يكون عبر اتباع مجموعة من الإجراءات والخطط الواعية، وعلاج بعض السلوكيات الشرائية والمساعدة على تحقيق التوازن بين الدخل والإنفاق بعيدا عن الإسراف.
ومن الضروري عدم الانسياق وراء الإعلانات التجارية التي تروج لمنتجات أو عروض كثيرة تغري الفرد بشراء ما يلزم وما لا يلزم.
وينصح بمتابعة أسعار السلع والمواد الغذائية حينما تكون أقل ثمنا، بهدف شرائها وتخزينها لحين الحاجة، على سبيل المثال، قد تقل أسعار بعض السلع في مواسم معينة، مثل الليمون، إذ يمكن شراء كميات كبيرة من الليمون وعصره وتجميده في الفريزر واستخدامه لاحقا.
ويبين أن هناك طرقا يمكن استخدامها أو اتباع البعض منها تساعد على الحد من الاستهلاك وكثرته، وأهمها تقدير الحاجة الأساسية لكل فرد من أفراد الأسرة، وعدم طبخ كميات كبيرة وتجنب طهي أكثر من صنف في الوجبة الواحدة.
وعند زيارة السوق، ينبغي شراء الحاجات التي تنقص فعلا وبالكميات المناسبة من دون زيادة أو نقصان، وبشكل خاص فيما يتعلق بالخضار والفواكه، حيث ينصح بشراء كميات مناسبة لأسبوع، لكونها سريعة التلف وقد تتلف قبل استخدامها.
وينصح عايش باختيار أصناف المواد الغذائية التي تناسب دخل الأسرة وعددها، فمن غير المعقول شراء المأكولات الغالية الثمن عندما يكون الدخل منخفضا واختيار المواد الغذائية ذات الفوائد الصحية، والحرص على اختيار الفواكه والخضراوات غير التالفة، حتى تبقى لأطول فترة ممكنة.
وينصح بشراء الأطعمة والسلع بالجملة لأنها أوفر من شرائها بسعر التفرقة، وبكمية تكفي لشهر، مع مراعاة ترك جزء من المال للمواد الغذائية الطازجة. كذلك، إمكانية الاستفادة من بقايا الطعام بدلا من التخلص منها.
وكان مدير العمليات الجوية في “طقس العرب” أسامة الطريفي، قد قال إن ذروة التساقط الثلجي الكثيف والمستمر لساعات عدة كانت بدأت مساء الأربعاء وانتهت بعد ظهر الخميس.
وأضاف الطريفي، أمس الخميس، أنه اعتباراً من عصر ليلة الجمعة/السبت؛ سيتشكل الضباب الكثيف وهطول الأمطار والأمطار المخلوطة بالثلوج في شمال ووسط المملكة.
ويتوقع استمرار تساقط الثلوج على فترات فوق المرتفعات الجبلية العالية التي يزيد ارتفاعها على 1000 متر عن سطح البحر، تمتد دون ذلك الارتفاع على فترات، وفق الطريفي