بقلم الدكتور نعيم الملكاوي
قراءة في لقاء دولة عبد الرؤوف الروابده مع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات
ارى انه ازال القناع عن أهم وأخطر ملف يقلق المواطن الاردني و المواطن الفلسطيني ، ملف نعرفه جيداً وتكلم به وعنه العديد من الغيورين عشرات المرات بل اكثر من ذلك ولكن دون ادلة قاطعة ،
و اهم ما جاء به دولته وخروجه عن الصمت المعهود لكثير من الرموز والعارفين لخفايا الامور ” أن حل القضية الفلسطينية سيكون على حساب الاردن مؤكداً أن هذه الحلول تم ترسيخها مسبقاً في الاعوام ١٩٤٩ و ١٩٥٠ بوحدة الضفتين ومنح الجنسية ” ،
إذن بناءاً عليه نستطيع القول ان هذا الامر ليس مستجداً ولم يكن وليدأ لوادي عربة بل ان جميع الاحدث التي شهدها و ما زال يشهدها الاردن وطناً وشعباً كانت تدور ضمن هذا الفلك شكلت محاولات لتنفيذ هذه الحلول و لكن على استحياء وكل ما قيل عكس ذلك محض تسويف و ترويض لقبول المصطلحات والتعابير اولاً و من ثم لتصبح حقائق وواقع امرٍ لا مفر منه تقبله ادمغة الاطراف وترويض للشعب ، و هذا يثبت ما كنا نقوله سابقاً ونعبر عنه بشتى اشكال التعبير و التخوف وينكره علينا اصحاب الكراسي و سدنتها وايضاَ كنا نعاقب على التحدث به ، كله كان صحيحاً ، ولكن لم يكن مصرحاً لهم بالإفصاح عن حقائقه بهذا الاسلوب الصريح ، مع ان دولة ابو عصام يعتبر من اكثرالرموز و الرؤساء اطلاعاً على كل الخفايا و أكثرهم جرأة في القول و الحديث ويعي ما يقول ويعلم .
واما في جزء حديثه عن التجربة الحزبية التي عاشها وأن المواطن لا يريد !!! …
هنا اختلف مع دولتك ونحن ابناء حزب واحد في تلك الحقبة وتعلمنا منك ومن الامين العام المرحوم عبدالهادي المجالي الكثير الكثير في هذه المسيرة ، واذكر دولتك هنا بأخر جلسة لك معنا في الحزب حيث كنت نائبا للأمين العام و رئيسا للجنة السياسية في الحزب الوطني الدستوري قالت لنا ” بدي اودعكم وهاي اخر جلسة لنا مع بعض ” كان ذلك قبل تكليفكم بتشكيل الحكومة بشهور ، فتعالت الأصوات بيننا وكما توقعنا كان مطلوب منك الخروج والابتعاد عن الحزب لتكون رجل الرابع في المرحلة القادمة ….
السؤال المطروح هنا ، هل حقيقةً أن المواطن لا يريد العمل الحزبي و البرامجي ؟
ام ان رموز الشعب كانوا عبارة أدوات مخدرة للشعب وقادوا المواطن الى متاهة الديمقراطية الزائفة ؟
و ان البعض كان على استعداد ولديه القابلية و القبول المسبق بالتخلي عن ما أمكن إنجازه على الصعيد الشعبي في تلك التجربة الديمقراطية غير المخلقة كلياً ،
وأن قوى الشد بكل الاتجاهات ان كانت افراداً ام اطرافاً ام مؤسسات كلها كانت تعمل على تسخيف و افشال هذه التجربة واجهاضها .
لا يا سيدي ،،، لقد تم ايهام البعض بأن الطريق الى الوظيفة العليا ، او الى الحقيبة ، او الى أي كرسي لا بد ان يكون من خلال العلاقة مع الامين العام و اعوانه ونوابه وهذا كان واقعاً يجب عدم نسيانه فذهب البعض يلهث وراء المنافع والمكتسبات ، و ما قمنا به كتيار اصلاح داخل الحزب تم الاجهاز علية و تحجيمه كان ردة فعل ضد هذا النهج وضد هذه الذهنية في العمل الحزبي و البرامجي ليمثل اكبر تجربة على مستوى الوطن في العمل الحزبي واثبات على ان الشعب او بعض من الشعب كان يريد العمل الحزبي و الانخراط به بمفهومه الحقيقي وليس بالمفهوم الذي نُهج في تلك الحقبة والذي يعاد تخليقة الان بلون مختلف بكل اسف .
يشدني الاستغراب الى الجانب الأخر من اي حديث اقرأه او اسمعه واتساءل ، هل تم الافراج عن بعض الخفايا لأن وقت تطبيقها وتفعيلها قد حان ؟
حمى الله الاردن
#_وطني_يؤلمني