الانتخابات البلدية وحراك مبكر في الكرك

8 ديسمبر 2021
الانتخابات البلدية وحراك مبكر في الكرك

وطنا اليوم  – أطلق القرار الرسمي بإجراء الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات، وتحديد الهيئة المستقلة للانتخابات لموعدها، حراكا انتخابيا مبكرا في مختلف مناطق محافظة الكرك.
فمنذ الاعلان الرسمي عن موعد الانتخابات، بدأت فعاليات شعبية وعشائرية بالحراك، برغم الدعوات المحدودة والمتعلقة بعدم جدوى العمليات الانتخابية، بخاصة في ظل ما يعيشه المواطنون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
وكان مجلس الوزراء قرر في جلسته قبل اسبوعين، إجراء انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، وتلاه قرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة، اعتبار الثاني والعشرين من آذار (مارس) العام المقبل، موعدا للاقتراع والفرز لهذه الانتخابات، وفي يوم الاعلان الرسمي عن موعدها، اعلن عشرات الاشخاص نيتهم الترشح لها بشقيها في البلديات ومجلس المحافظة.
وتبلور فعل الحراك الانتخابي في المحافظة، بعيد الاعلان عن الترشح بين الأهالي، ودعوة كل عشيرة للاجتماع، مع التمايز في هذه الخاصية بين كل منطقة او تكتل عشائري في اختيار المترشحين لخوض غمار الانتخابات، التي تجري في صورتها العامة، وفقا لاعتبارات عشائرية وقوة سلطة المال والنفوذ الاجتماعي.
وقد بدأت اجتماعات عشائرية في مختلف مناطق المحافظة، كمؤشر على بدء الحراك الانتخابي، وإن غابت حتى الآن اجتماعات العشائر الكبرى، وهو ما يرجعه بعض المراقبين الى امكانية ترشح عدد كبير من المواطنين في الانتخابات المقبلة.
وبدأ مترشحون محتملون بالإعلان عن ترشحهم، بدعوة أبناء عشائرهم لاجتماعات فرعية وأخرى رئيسية، وخصوصا أبناء ألوية المزار الجنوبي والاغوار الجنوبي والقصر.
وأكد ناشطون في المحافظة، إنه وعلى غير ما كان يجري في المرات السابقة خلال الانتخابات النيابية، ستغيب الاجماعات العشائرية الكبرى عن الساحة الانتخابية، لوجود خلافات عميقة بين تكتلاتها، التي انقسم بعضها الى عدة تجمعات، كما هو الحال مع التجمعات الرئيسية، وهو ما شهدته المحافظة في الانتخابات النيابية الاخيرة، اذ تعدد المترشحون من العشيرة الواحدة، مع اعتبار ذلك دليلا على انتهاء الاجماعات العشائرية الكبرى.
كما شهدت العديد من الهيئات الشعبية، اجتماعات متتالية لتحديد المترشح المطلوب، وخصوصا رؤساء البلديات ومجالس المحافظات، في ظل ما وصفه بعضهم بالاخفاق في الاختيار لرؤساء البلديات التي شهدت ازمات عديدة في الفترة الماضية.
ودعا مشاركون في تلك الاجتماعات، الى اختيار المترشحين بعيدا عن الموقف العشائري، باعتبار ان اختيار مترشح العشيرة، ليس غالبا هو الافضل للبلدية او مجلس المحافظة والقادر على خدمة المحتمع.
وأكد رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية ورئيس بلدية الكرك الاسبق خالد الضمور، أن اعلان اجراء الانتخابات، اطلق حراكا انتخابيا واضحا، تبلور في اعلان العديد من ابناء المحافظة نيتهم للترشح، مشيرا الى اهمية ان يختار الناس الافضل لبلديتهم ووطنهم ومحافظتهم.
ولفت الى ضرورة اجماع المواطنين على من يمكنه خدمتهم بصورة افضل، بعيدا عن المصالح الشخصية، مشددا على ان موقف الملتقى، يجد تجاوبا واسعا من المواطنين في الكرك ومختلف مناطق المحافظة، بحيث يتجاوز الموقف العشائري، والحسابات الضيقة التي لمست البلدية والمدينة تبعاتها في الانتخابات الماضية.
ويعتقد الضمور، انه في هذه الانتخابات، سترشح بعض عشائر المحافظة أفرادا منها، خلافا للانتخابات السابقة، معتمدين على مواقف المواطنين وحساباتهم بعيدا عن عشائرهم.
وقال الناشط السياسي صالح الحباشنة، ان الانتخابات الحالية للبلديات ومجلس المحافظة، يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن الواقع العشائري الذي يفرض نفسه بقوه على نتائج الانتخابات، بعيدا عن مصالح المواطنين والبلديات والمحافظة.
ولفت الى ان هناك حراكا بدأ التشكل في الكرك، لكنه ما يزال بعيدا عن كونه حراكا شعبيا حقيقيا، لانه يأخذ طابعا عشائريا، مع اختيار ضيق للمترشحين، مطالبا بتوسيع دائرة الاختيار للمترشحين، حرصا على توفير البدائل الافضل للانتخابات. الغد