د.سلام المومني
إن التغيير الذي جرى على رئاسة مجلس النواب الأردني هو مقدمة لإنتهاء فترة الصلاحية لحكومة دولة بشر اللخصاونة.. على ما يبدو أن هناك حكومة قادمة ستكون ذات فكر مختلف بحيث يتناغم مع الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعي الحالية الخارجية والداخلية.
خلال عدة مناسبات ارسل جلالة الملك عدة إشارات للحكومة من أجل الإصلاح الإقتصادي والسياسية والإجتماعي والخارجي إلا أن الحكومة للآن لم تفهم الإشارات المرسلة من جلالة الملك مما يستوجب إجراء تغيير الحكومة كاملة.
خلال ما سبق قد تحتاج الأردن لإعادة صياغة علاقات الأردن مما يعني حاجة الأردن لحكومة جديدة قد تكون قومية إسلامية ملكية في ظل التقارب الحكومي مع الإسلاميين بعد الحكم بقضية نقابة المعلمين يبدوا ان هناك صفقات عقدت خلف الكواليس، أما القوميين فإختيار عبد الكريم الدغمي كرئيس لمجلس النواب أصبح واجبا ان يكون هناك حكومة ذات صبغة قومية واسلامية من الحرس القديم الذين كانوا يحسبون على القوميين والإسلاميين سابقا.. لكي تتناغم أراء مجلس النواب مع الحكومة القادمة اما الحكومات السيادية ستبقى بيد صاحب القرار جلالة الملك لكنها سيكون فيها تغيير جذري خاصة الخارجية، أسباب ذلك أن الحكومة لم تستطع التقاط الإشارات الملكية بضرورة إجراء إصلاحية إقتصادية إجتماعة سياسية كما ان الحكومة لم تستطع تنفيذ الرؤى الملكي لإصدامها بالحرس القديم الذي يرفض التغيير.
الأوضاع بشكل عام والحالة الرمادية في العلاقات الأردنية السعودية الإماراتية هي من ستدفع الأردن للذهاب بالإتجاه الآخر، (قطر، سوريا، العراق، لبنان. بالتالي إيران، ) وهذا يستوجب إجراء تغييرات على حكومة بشر الخصاونة أو إقالته كاملة ، في ظل الأوضاع الإقتصادية السياسية والإجتماعية السائدة، والأردن لن يكون قادرا على الصبر على الحالة الرمادية وحالة الجفاء من السعودية والإمارات حيث تعتبر السعودية من أكبر الداعمين للأردن إقتصاديا.
إن الدليل على التقارب الأردني القطري الحضور الأميري لبطولة كأس العرب فيفا وبوجود ثلاثة أمراء في هذه البطولة وهذه رسالة للسعودية والإمارات.
أعلنت الحكومة العراقية تصدير 300 برميل نفط عبر الأردن خلال الشهر الماضي، وأجزم ان هذه الكمية ذهبت للبنان وكان للأردن وسوريا نصيبا منها و قد يكون ذلك بتوجيه إيراني وضمانات إيرانية لحل مشكلة لبنان النفطية.
إن حالة التقارب وهذا الدعم الذي تتلقاه الأردن من بعض الدول ذات الفكر المختلف يستوجب على السعودية والإمارات أن تنظر له بجدية حتى لا تخسر حليفا إستراتيجيا (الأردن) إذا ما علمنا ان الأردن يعاني إقتصاديا وسياسيا وإجتماعية لذلك لا بد أن تكون السعودية والإمارات أكثر حكمة وتترك الخلافات على الجزئيات الصغيرة مع الأردن وتأجيلها للحفاظ على العلاقة التاريخية المتميزة عبر عقود من الزمن.
الأردن يقترب من تغيير على الحكومة وظهور حكومة جديدة تولد من رحم القومية والإسلامية القديمة، الهدف الإصلاح المنشود وتماشيا مع الظروف السياسية الجديدة، إلا إذا تحركت السعودية والإمارات لدعم الأردن إقتصاديا وسياسيا وإجتماعية.
الخبير الإقتصادي والمستشار المالي