تشابك الحالة الاردنية بين التخبط في التصريحات وتغريدة “الرفاعي” وبروز حالة ضجيج تستوجب التأمل

3 ديسمبر 2021
تشابك الحالة الاردنية بين التخبط في التصريحات وتغريدة “الرفاعي” وبروز حالة ضجيج تستوجب التأمل

بقلم/نضال عمر ابوزيد

*مدير تحرير وطنا اليوم

في الوقت الذي تدل مؤشرات البيئة الاقليمية ان الاوضاع تتجه نحو التهدئة في ملفات الصراع المحيط بالاردن ، ثمة حالة من الغموض في الواقع الأردني نتيجة تشابك التصريحات بين أفراد طاقم الخصاونة ، حيث نيران صديقة استهدفت بعمق طريقة التعامل مع توقيف بعض الشباب الجامعي لمشاركتهم بنداءات رفضت اتفاقية الغاز الاسرائيلي ومشروع بين الاردن واسرائيل برعاية إماراتية  أطل برأسه فجأة عرف باتفاق النوايا الماء مقابل الكهرباء.

الحالة الكورونية لم تكن بعيدة عن حالة التخبط في التصريحات حيث تعليقات مواقع التواصل طالت وزير الصحة الدكتور فراس هواري الذي لايزال تحت نيران الوزير الأسبق الدكتور سعد الخرابشة والذي قال في تغريدة نشرها موقع وطنا اليوم انتقد فيها التخبط في التعامل مع ملف أزمة كورونا : “شهد الأردن ٣ موجات للوباء و٣ متحورات للفيروس تغير خلالها ٣ وزراء صحة و٣ أمناء للأوبئة ورئيسين للمركز الوطني للأوبئة” ، الخرابشة لم يكن وحده في مواجهة ملف الصحة، حيث الوزير السابق الدكتور وليد المعاني انتقد ايضاً بشدة وسائل ضبط ارتفاع أرقام الإصابات التي بدات تقترب من نسبة الخطر على حد وصف المعاني .

لم يكن ملف كورونا هو الوحيد ولكنه الأعمق والاخطر بسبب تأثيراته في الحالة الأردنية الاقتصادية والاجتماعية ، انعكست على حالة من الحذر السياسي اربكت المشهد الاردني اكثر، فيما يستمر مسلسل التضارب في التصريحات الرسمية في ظل غياب كلي أو معدوم لوزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، الإعلامي العتيق فيصل الشبول الذي خرج ثلاث مرات فقط بتصريح رسمي منذ توليه حقيبة الإعلام،  في كل مرة كان يثر الجدل كان آخرها، نفى الشبول اي توقيع مرتقب على الاتفاق مع اسرائيل بشأن اتفاق النوايا، ليتفاجأ الشارع بعدها بساعات قليلة بأن أنباء من دبي تتحدث  بأن الاتفاق وقع وانتهى ، الأمر الذي جعل الشبول حديثاً للكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف “جاكي خوجي” و الذي وصف الشارع الأردني بأنه يعرف اخباره من المواقع الاجنبية .

ثمة تضارب اخر برز مساء الجمعة حيث الغى وزير الداخلية مازن الفرايه قرار محافظة العاصمة ياسر العدوان الذي اتخذه مساء الخميس والمتعلق بوقف وإلغاء كل الموافقات على التجمعات والاحتفالات،  برره الخبير القانوني نوفان العجارمة بانه قرار سليم من الناحية القانونية، فيما يبقى مشهد التضارب في التصريحات والقرارات بين أعضاء حكومة الخصاونة التي وقعت على مايبدو في مرمى العبارة الناقدة لرجل الدولة والقصر سمير الرفاعي حين قال : ” في الفم ماء”.

ثمة تخبط واضح في كل مفاصل الكبينة الوزارية وثمة ايضاً حالة تحرك وجاهي وعن بعد تقوده تيارات وطنية ظهرت في مسيرتي الجمعة الماضي والجمعة الحالي رغم ان الاخيرة كانت تشوبها انتقادات واسعه بسبب الشعارات التي رفعتها، الا انها مؤشر بات واضحا بضرورة إجراء جراحة سريعة، حيث حلقات الضجيج تتزايد وباتت تستوجب التأمل طويلاً لأن المعطيات تدل ان مخاوف باتت واضحة بان هذا الضجيج قد يتمدد.