وطنا اليوم – حين بدأ العرب كتابة الأيام ويحسبون السنوات، جرى اعتماد الليل سابق على النهار، فأصبحت القناعة أن الظلام كان موجود أولا قبل أن تشرق الأرض بنور ربها لتبدأ ولادة النهار.
ومن معركة «الليل أولا أم النهار؟» يحمل التاريخ بين جوانبه حربًا أخرى حول أول أيام الأسبوع؛ حيث يروي ابن عساكر عن ابن عباس قوله إن أول ما خلق الله كان «الأحد» وأطلق العرب عليه : «الأول».
أما يوم الإثنين فقد سمي بهذا الاسم لأنه ثاني الأيام، ويجمع البعض الآخر على أنه «أثانين»، بل إن شرح المهذب يؤكد تسميته قديمًا بـ«أثيونا».
غير أن أسانيد أخرى لمؤرخين مسلمين تحدثوا عن أن السبت هو أول الأسبوع، مستندين إلى حديث مسلم: «خلق الله التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وأخيرًا خلق آدم بعد العصر يوم الجمعة».
وبحسب ابن إسحق فإن أهل التوراة (اليهود) يعتمدون الأحد كبداية للخلق، فيما يشير أهل الإنجيل (المسيحيين) إلى الإثنين كأول أيام الأسبوع، وأخيرًا المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم السبت.
أما يوم الثلاثاء والذي يذاع الآن أنه أصعب أيام الأسبوع، فإنه يرتبط تاريخيًا لدى العرب بأن الله خلق فيه المكروه، ثم يتحدث فضالة بن عبيد عن أن «الثلاثا» بالمد يجمع على «ثلاثاوات و«أثالث» وأطلق عليه العرب «جبارى».
المفاجأة أن يوم الأربعاء أيضًا عرف لدى العرب بأنه يوم «نحس» وقبل الإسلام تم تسميته بـ«دبارا»، ثم يأتي يوم الخميس وأطلقوا عليه يوم «مؤنسا» وأخيرًا الجمعة وكانت تدعى العروبة، ويصف الصحيح يوم الجمعة بالقول: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخر ج منها».
ويأتي يوم السبت الذي جمعه العرب على أسبت وسبوت، وكان يدعى «شبارا»، وينقل عن علي بن أبي طالب قوله أبياتًا عن يومي السبت والأحد فيقول: لنعم اليوم السبت حقا.. لصيد إن أردت بلا امتراء، وفي الأحد البناء لأن فيه .. تبدي الله في خلق السماء.
وروي أبو يعلى عن ابن عباس قوله:«الأحد يوم غرس وبناء، والاثنين يوم سفر، والثلاثاء يوم حجامة، والأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه، والخميس يوم دخول على السلطان، والجمعة يوم تزوج».