كلنا شركاء في جريمة قتل حمدة !

4 نوفمبر 2021
كلنا شركاء في جريمة قتل حمدة !

الدكتور عصام الغزاوي

تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن ردود فعل لجمعيات حقوق الانسان ومنظمات حقوق المرأة التي كانت تصدع رؤوسنا بالشعارات والاحتجاجات المنددة بالعنف ضد المرأة متوقعاً ان تمتلئ بالدعوات الى التظاهر والوقفات الاحتجاجية تضامناً مع الخياطة حمدة التي توفيت لأنها لم تجد من يسند ظهرها ويدافع عن حقها وحقوق زميلاتها عندما تنمر عليها صاحب العمل بالصراخ والتعنيف والتهديد واهان كرامتها، لفظت أنفاسها مكسورة الخاطر وتوفيت في صمت مهشمة الفؤاد وقد عزت عليها إنفتها التي سعى رب العمل أن يحطمها بتعسفه وإذلاله لها، الا تستحق قضية حمدة التظاهر والمطالبة بفتح ملف النساء العاملات في مصانع الذل وامتهان الكرامة، واقع مرير في مصانع وشركات منفلتة في المناطق الصناعية تعمل على توظيف فتيات من الطبقة الفقيرة ليوفروا متطلبات العيش الكريم باقل الأجور، وفاة حمدة وهي تصارع القهر والذل تشكل صفعة على جبين جمعيات حقوق المرأة، وتستحق التظاهر لاجل تسليط الضوء عليها والتعامل معها كقضية رأي عام تمس الاف الحالات المماثلة، اليس من اهم اهداف هذه الجمعيات حماية المرأة والدفاع عن قضاياها، وتحسين أوضاع وظروف عملها، طبعاً لا انتظر منهم التنديد والتظاهر يوماً ضد من يمولون جمعياتهم، ولا تقديم واجب العزاء لعائلة حمدة لان موت الفقير لا احد يهتم به، وشتان ما بينها وبين بنطال وركبة روبي، موت حمدة الخياطة يجب ان لا يمر مرور الكرام، فهي منّا ونحن منها تشبهنا ونشبهها، وان اختلفت الاسماء توحدنا العزة والأنفة الاردنية، لها الرحمة والمغفرة والخزي والعار لاصحاب الشعارات الكاذبة.