ديمة الفاعوري
ليس من عادتي أن امتدح شخصا بعينه معاذ الله، وغالبا تقتصر مقالاتي على العموميات، والاهتمام بقضايا الوطن، وهموم المواطن، ولم يسبق لي ان تحدثت عن فلان من الناس او علان، لاني اعلم ان كل شخص يقوم بعمله وواجبه كل حسب طبيعته.
ولكن شهادة حق أرجو أن يكون هذا وقتها المناسب مع انتهاء انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر، واعترافا مني برؤية وفكر وشهامة ونبل واستقامة هذا الرجل، فهي شهادة حق في رجل قلّ نظيره، وبديهي أنها لا تزيده شهرة ولا تكسبه سمعة، الا انه من الضرورة بمكان ترى شخصية بهذه القامة بيننا في وقت قلت فيه الشهامة، والنبل، وفي وقت اصبحت كلمة الشكر ثقيلة علىى البعض، وهينة على البغض الاخر.
في الحقيقة علمتني تجربتي في خوض الانتخابات ان أكن الكثير من الاحترام و التقدير لقامة اردنية بحجم هذا الرجل، مثمناً حفيظته المعرفية وكذلك استقامته النادرة، والمُشّرف انه ولطبيعة تواصلي معه طيلة فترة ترشحي للانتخابات ادركت أنه لم ينزاح عن إصراره قيد أنملة عن مبادئه التي يؤمن بها، فعرفت عنه دقته وصرامته وشجاعته في إبداء الرأي، وهو ما أكسبه احترام كل من عرفه محبوه، وحتى من لم يحبوه.
ملوح الشخاترة ابن مادبا العزيزة، رجل وقور، شهم، متواضع وصادق، إداري فذ، لا أقول هذا من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به سواء قريب او غريب، حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق، او ان تنصفهم إنصافاً يستحقونه.
تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه لنا طيلة ايام العمل مع الهيئة ابان فترة الانتخابات، ولا اعتقد أنها مغالاة لأن القاعدة الشرعية تقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فهو شخصية واعية مفعمة بالإنسانية والنبل ويملك فكرا عاليا، رجل نزيه ويعامل الناس كلها سواسية ولا توجد في قلبه العنصرية والحقد الطبقي، انه يعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوه تخدم مصالح البلد بكل جدية وتفاني.
لقد كان لي كبير الحظ معه فرأيته رجلاً يعمل بهدوء لتقديم العون والدعم لكل المرشحين، هؤلاء هم الرجال الذين تنهض بهم البلاد ونفاخر بهم انهم، فهو من مادبا الابية بلد الكرم والعطاء، كيف لا وهو يملك موروثا من الثوابت في العطاء والاخلاص والعزة والكبرياء.
شكرا ملوح الشخاترة، شكراً للهيئة المستقلة للانتخابات على حسن اختياركم، شكراً مادبا على ما انتجتي من الرجولة والكبرياء، شكرا لوطني الذي يحوي هكذا شخصيات وطنية ترفع لها القبعات احتراماً وتقدير.