بقلم: د. ماجد الخواجا
صرح وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات عن إمكانية تطبيق ” الحظر الذكي ” على الشعب. وقد حاولت بشكل ذاتي ومخزون معرفي التعرف على مفهوم الحظر الذكي.
قبل محالة السرحان في المفهوم، فإنني أعتقد أن الوزير يقصد اتخاذ جملة إجراءات كفيلة يضمان أن من يتحرك خارج منزله هو شخص غير مصاب إضافة إلى جملة إجراءات تتعلق بالمحلات والأسواق والمطاعم التي يسمح لها بالعمل. كأن يتم اشتراط وجود الفحص السلبي مع المواطن، وأن تتقيد المحلات أكثر في الالتزام بالتدابير الصحية ومنها التعقيم والتباعد وعدد المتواجدين في الحيز المكاني في ذات الوقت وغيرها.
لنأخذ المجال للسرحان في القرار : هل جملة الحظر الذكي تعني أن الحظر المطبق غبي ؟
هل الحظر القطيعي الشامل قد أثبت عدم نجاعته أم أنه لم يتم تنفيذه بالشكل المأمول له ؟
هل انتبهت الحكومة إلى مساوئ عدم الحركة للمواطن بحيث زادت السمنة وزاد الكوليسترول وزادت البلادة والبدانة واحتمالية تزايد الإصابات في الضغط والسكري وأمراض القلب والشرايين ؟
هل سيتم منح شهادة لمن يسمح لهم بالتحرك وما هو المحتوى لتلك الشهادة، هل سيكت فيها أن المواطن صالح للسير مثلا؟
هل سيتم تحديد الأماكن التي سيتجول فيها المواطن مع مراقبة الكترونية دائمة لكل خطوة يخطوها ؟
هل يعتبر الفحص كافيا للتحرك طيلة الوقت أم أن التحرك مرتبط بمدة صلاحية الفحص وهي 72 ساعة كما هو متعارف عليه ؟
هل الفحص سيكون مجانيا أم على حساب المواطن ؟ وهل يطلب منه تكرار الفحص كلما انتهت مدة أل72 ساعة ؟
هل سيمنح المواطن شهادة بعد انتهاء التحرك تفيد أنه حسن السير والحركة مثل شهادة حسن السيرة والسلوك ؟
هل سيتم تقاضي رسوم بدل تحرك ، بدل إصدار شهادة حسن سير وحركة ؟
اذكر أنني ذات بحث أجريته ذكرت فيه أن علينا الخشية من أن تصبح الحياة كلها حولنا ذكية، فيما يبقى الإنسان على سذاجته الفطرية .
معالي وزير الصحة : لقد شبعنا تجارب فئرانية ومعملية.. لقد أتخمنا في اجتهادات عشوائية، لقد أصبنا بالقرف من تخمينات غير ذكية، لقد أرهقنا صعودا وهبوطا.
اكتفينا محاولات عدمية ساذجة منذ بداية الوباء وحتى اللحظة.
أقول ما قرأته ذات تلمذة جامعية : إن التكنولوجيا تتعامل معنا كما نحن عليه في الواقع، إنها ترتفع إلينا في حالة كنا فيه أعلى منها، وتهبط إلينا عندما نكون في القاع، وتجاربكم ارتفعت علينا ونحن لم نهبط إليها.
نريد غباء نمارسه بحب ورغبة، ولا نريد ذكاء يفرض علينا ليثبت لنا أننا البلهاء.