*بقلم الاستاذ عبدالحكيم الهندي
أراد جلالة الملك المعظم والأردنيون جميعا يوم الانتخابات يوما من أيام الأردن الأغر، يوما يضاف الى الانجازات الوطنية الى صنعها ويصنعها الاردنيون يوما بعد يوم، يثبت الاردنيون فيه انهم اهلا لها، واهل خيرا وعزم على الدوام، وتأكيدا عما يعبر به جلالة الملك المعظم دائما عن مقدار فخره واعتزازه بكل أردني واردنية وبحسن صنيعهم ووعيهم ووطنيتهم التي قل نظيرها.
يوم الانتخابات كان مؤشرا على مقدار الوعي والالتزام الذي مارسه الاردنيون بكل اقتدار فكان ابناء هذا الشعب الطيب على قدر تلك المسؤولية، ،وادركنا جميعا الحس العالي والتنظيم والانسجام الذي قامت به مؤسسات الدولة الأردنية جميعها وعلى راسها قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والهيئة المستقلة للانتخابات من جهود جباره في ادارة وتنظيم هذا الحدث الكبير ، وقد بذلوا جهدا لافتا لإنجاح هذا العرس الديمقراطي ،وعبروا بنا بأمان الى مرحلة اخرى من مراحل الاستدامة في عمل المؤسسات الدستورية للدولة الاردنية ، فكان “المجلس النيابي التاسع عشر “ثمرة طيبة وخيارا واختيارا طموحا للشعب الاردني عنوانه التغيير.
الاردن يستحق الافضل، الاردن استطاع تجاوز الكثير من الصعاب والتحديات عبر سنوات من التضحيات لم يكن يوما بلدا ضعيفا او مهزوما، بل كان دائما مبادرا يستمد عزمه من القيادة الهاشمية المظفرة، ومن شيمة ابناءه وبناته، ويسير بخطى واثقة واثبة الى الامام، وها نحن اليوم نقف بثبات آمنين مطمئنين، على مشارف المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية، حاملين آمال وطموحات كبيرة وعالية نحو غدا أفضل بإذن الله.
ما حدث خلال الساعات الماضية ، وللأسف من احداث طارئة وغريبه و غير مسؤوله وبعيده كل البعد عن ثقافة و وعي الشعب الاردني وعن عاداته وتقاليده من بعض الافراد، لا بد من الوقوف عندها مطولا والتفكير بها مليا ،وعدم السماح بها اطلاقا ،لأنها باختصار تحاول هدم ما تم انجازه ،وتختزل مشهدا حضاريا رائعا بأعمال غير مبرره على الاطلاق ، وتعتبر تطاولا صارخا على جهود خيره بذلت من قبل الجميع تستحق ان تقدر وتحترم من قبل الجميع ،إن هذه التصرفات اذا تعبر عن فكر اصحابها، في ظل الظرف الوبائي والصحي الذي تمر بها المملكة ،فقد تجاوزت كافة التحذيرات التي اطلقتها اجهزه الدولة بضرورة الالتزام والتباعد وتطبيق القواعد الصحية تجنبا للأسوء لا سمح الله.
ان التزايد في عدد الحالات المصابة ،وزيادة عدد الوفيات وهذا الرعب الملازم لهذا الوباء ،والذي كاد ان يقترب و يهدد حياة الجميع ،فكم من عزير فقدنا خلال الايام الماضية ،وكم من المرات نسمع يوميا عن معارف او اقارب اصبحوا يرزحون تحت اعراض هذا الوباء وبات يهدد حياتهم ،ومن المفروض ان يكون ذلك انذار قويا لكل من تسول له نفسه ان يعبث بصحة وسلامة المواطن وان يشكل رادعا اخلاقيا لهم . يقول رب العزة في محكم التنزيل (..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم.
نتقدم بوافر الاحترام والشكر الكبير الى قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية، والتي بدئت في فرض اجراءات مشددة لفرض الامن والنظام وملاحقة اصحاب تلك الممارسات الغير مسؤوله. ونبارك لجلالة الملك المعظم صاحب المسيرة وقائدنا المفدى، وللشعب الاردني الاصيل والذي تعامل وتصرف بكل حس وطني عميق، وانتماء عظيم، هذا الانجاز الوطني الكبير.
حمى الله الاردن، قيادة وشعبا، من كل مكروه.
*رئيس جمعية الفنادق الأردنية، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة