رأس البطة…والهوية الجامعة!!

11 أكتوبر 2021
رأس البطة…والهوية الجامعة!!

بقلم سهل الزواهره

عندما يقال بطة ينصرف ذهنك فورًا إلى ذلك الطائر اللطيف دون أن ينصرف مثلًا إلى الدجاجة ، و لكن عندما نقول للبطة رأس فتأكدوا أن رأس البطة مستهدف ، انطلق من هذا المثال البسيط للغوص في مصطلح الهوية الأردنية الجامعة الذي بات يصدع رؤوسنا هذه الأيام و كأنه قدر محتوم لا مفر منه ، الهوية هوية و هذه الدولة اسمها الاردن فما هو السياق الذي تقحم فيه كلمة الجامعة و لماذا ؟؟ هل هناك هوية أردنية مفرقة لتأتي في مقابلها هوية جامعة لتمحقها!!! و ما هي تلك الهوية المُفرقة و ما هي عناصرها و من هم أركانها بربكم أشروا عليهم لنعلمهم و نعلم أجنداتهم لجعل الهوية أردنية فحسب دون كلمة جامعة !!! ، و ما هي تلك الهوية المفرقة التي تبدت خطورتها و تهديدها و إعاقتها للإصلاح و للذهاب إلى الدولة المتحضرة المأمولة.
هل الهوية الأردنية الجامعة هي معادلة رياضية على سبيل المثال ستكون بهذه الصيغة :
الاردني + الفلسطيني + الحجازي + الشامي+ الشركسي +… مقسوما على عدد هذه العناصر ، هل هذا المقصود بالهوية الجامعة ، إذا كان كذلك فهذا المتوسط الحسابي للهوية لكن ليست الأردنية، الهوية الأردنية هي هوية هذه الأرض و هي أمر آخر لا علاقة له بالجنسية و اكتسابها و قانونيا كل من يحمل الجنسية الأردنية فهو اردني مكتمل الأركان بغض النظر عن طريقة اكتسابها و هذا بحث واسع متاح فيه النقاش،و هنا لو فرضنا أننا جنسنا عشر ملايين صيني أو هندي أو مكسيكي هل ستفقد هذه الأرض هويتها الأردنية المميزة بعناصرها، برأيي الهوية هي تقاطع التاريخ مع الجغرافيا مع الثقافات التي تمر على قطعة أرض معينة فتعطيها شكل مميز عن غيرها و لا يلزم القول إنها جامعة أو غير ذلك و يكفي القول الهوية الأردنية أو المغربية أو اللبنانية أو القبرصية.
لا أعلم ما علاقة لجنة إصلاح بموضوع الهوية و لماذا تتداخل به و تقحم نفسها فيه ، هل الهوية الأردنية بشكلها الحالي عائق امام الإصلاح و إضافة كلمة الجامعة لها سينقذ الوضع و سيعطي كل ذي حق حقه و سيطمئن دعاة الحقوق المنقوصة على مستقبلهم على هذه الأرض و سيغضوا الطرف عن فلسطين و حلم العودة إلى أرضهم ، هل الاردن وطن مؤقت أم وطن دائم لكل مواطنيه و من الذي يحدد ذلك الدولة ام المواطن و هل الهوية لوحة فسيفسائية قابلة للتعديل و التلاعب و السحب و الإضافة ام هي ثابت و تتغير المعطيات من حولها تنوعًا و ثقافة و تميز .
ما مشكلتكم مع الهوية الأردنية مجردة من أي إضافة لفظية لا فائدة منها إلا خلق و اصطناع صراعات و جدل يضرب أنسجة وطن منهك اقتصاديًا ومعظم مؤشراته لا تسر إلا عدو متربص ، هل نفذت مشاكلنا حتى نتفرغ و تتفرغ اللجان لإعادة تشكيل الهويات و الارتجال بتلك الطروحات التي لا تدل إلا على أحد امرين، إما تقصد للهدم و التسليم أو جهل و نشوة توهم الإصلاح .
دعونا و دعوا هويتنا كما هي أو اكشفوا كل الاوراق و قولوا ما لديكم دون اختباء خلف مصطلحات و تعابير أقل ما يقال عنها إذا أحسنا النوايا أنها عبث .