شعر ابو عربي/ ابراهيم أبو قديري
مَشْفى البشير تحيةً و محبةً
رَمْزٌ على مرِّ الزمانِ منارً
ونهضْتَ بالعبءِ الكبيرِ مُبَجَّلا
مِنْ كلِّ أنحاءِ البلادِ تُزارُ
ينسى المريضُ أساهُ في أجوائِهِ
فكأنكمْ أهلوهُ والزوارُ
قسمُ العيونِ خلية بلْ أُسْرةٌ
بعزائمِ النجباءِ فيهِ يُدارُ
قسمٌ تنافسَ في العطاءِ فريقُه
متفانياً والليلُ يتبعهُ النهارُ
عزمُ الطبيبِ أخوّةٌ ومحبةٌ
وكفاءةٌ والوعيُ والإيثارُ
مَنْ يفهمونَ العزمَ بطشاً إنهمْ
فئةٌ وإنْ بلغوا السماءَ صِغارُ
يا أيها الآسي الطبيبُ تحيةً
عن حملِها قد تعجزُ الأشعارُ
لا مالَ لا سلطانَ ترجو أحرفي
فكلاهما في ناظريَّ غَبارُ
وأنا كمثِلك لا وسامَ بحوزتي
وأظنُّ حالَيْنا بنا تحتارُ
زمنٌ يَعدُّ على الفتي نبضاتِهِ
وتطاولتْ في جانبيْهِ قِصارُ
لكنهُ العِرفانُ يملأُ خاطري
فيلوحُ أجدادٌ لنا غُرٌ کِبارُ
تركوا لنا الإرث العظيمَ رسالةً
كبرى ولكنْ في الطريق عِثارُ
كل الغزاةِ قُديمُهمْ وحديثُهمْ
کهباءةٍ يلهو بها الإعصارُ
واليوم يبزغُ فجرُ عهدٍ واعدٍ
فيهِ الأصالةُ منهجٌ وشِعارُ
مِنْ رحْمِ أمتِنا التي في أمْسِها
أمُّ الحضارةِ شأنُها الإكبارُ
في كلِّ ميدانٍ لها صولاتُها
ولها بمعتَركِ الحياةِ فخارُ
لا في مجالِ الطبِّ ثُبدعُ وحدهُ
لكنهُ الميلادُ والإبحارُ