الغــور أمي وبنتُ الجار تـرضـعُــــــها
والــغــورُ أرضي لغيري بِتُّ أزرعُهـا
وكمْ تقلبتُ فـــوقَ الجمرِ محـتـرقـــــــاً
وصـرختي لـيس إلا اللهُ يسـمـعُـــــــــهـا
نكِدُّ كالنملِ في عــامٍ بــأكـمـلـِـــــــــــــهِ
ليأكلَ الحــوتُ ما النملاتُ تجمعُهــــــا
هذي الكوابـيــسُ في صحـوٍ وفي وَسـَن
قد لاحقتْنا فمَنْ عنّا ســـيرفـعُـهــــــــــا
لَـعـلَّ قـربـي من المحتلِّ من كبـــــــدي
قد زادني حسرةً في القـلـبِ نجرعُهـــا
أنـّــاتُ مَنْ جرّبوا الأحزانَ واحـــــــــدة
لأنها من صـمـيـمِ الـقـلـبِ منبعُهــــــــا
كــــغـربـةِ المرءِ في أرضٍ يغازلُهــــــا
والخِــلُّ والـغولُ والعنقاءُ مخدعُهــــــا
لنا المعاناةُ مِنْ جـوعٍ ومــــــن عـطــشٍ
لنا الغبارُ وللــــزوارِ أذرعُهــــــــــــــا
إِنْ وردةٌ خِلسةً في الـجـــــوِّ قد بـزغـتْ
رُغْمَ الظلامِ أخافَ القومَ مطلــعـُهــــــا
ونادتِ الريحُ تسـتـعدي حليفَتَهـــــــــــــا
كلَّ الفؤوسِ على الأزهارِتـقـطـعُـهـــــا
الغورُ جرحٌ بـعـمقِ الأرضِ ظِاهــــــرةُ
نهايةُ الــجـرحِ في الإنســــــانِ موقعُها
هلْ مسـقـطُ الـرأسِ للإنسانِ غلطتـُــــــهُ
جريمةٌ بـاتَ طـــولَ العمرٍ يدفعُهـــــــا
أمْ سُـــــــلَّمٌ لصعودِ الآخـــــــــــرينَ إذاً
بها يفوزونَ والأدراجُ مــوضِـعـُهــــــا
وكلـمـا غُـصْتُ حتى الذقنِ منهمكــــــــاً
شعرتُ بالأرض ِتَسقي الروحَ أدمُـعُها
فأعــزِفُ اللحنَ من فأســي ومن عَرَقي
حتى يَفيقَ من الإغفاءِ مسـمَـعـُهــــــــا
هل نتركُ البيئةَ الحسنــــــــاءَ في خطـرٍ
من التلوثِ والإجحافِ يصرعُهــــــــا
أيشربُ البحرُ والأشجـــارُ ظامئـــــــــةٌ
علَّ الــسيـولَ من الأمطارِ تُرضعُهـــا
تَجودُ بالخيرِ بعدَ الخـيـرِ تربتُهــــــــــــا
وُتـتـلِــفُ السوقُ ما الأنماطُ تصنـعُهــا
بطولةُ الكدْحِ والإنــتــاجِ وا أســـــــــفي
هزيمةٌ في مجــالِ الســوقِ تـقـلعُهـــــا
بينَ المُسوقِ والتصــديــر مـشـــــــكلتي
وفي القوانينِ كالدُّفْلى نُشرّعــُـهـــــــــا
ما العلمُ والعقلُ والتخطيطُ في جهـــــةٍ؟
فضيلةُ الخصبِ والإنتاجِ مصـرعـُهـــا
وكـلّـمـا فئةٌ في موســـــــــــــمٍ عــثـرتْ
لاحتْ لها خادعاتُ الوعدِ تُـقـنعُهـــــــا
كـــلُّ الـصـغـارِ مـن الزرّاعِ في هَلَـــــعٍ
لأنّ حيتانَ بحرِ السوقِ تبـلـعُهـــــــــــا
نحنُ الضحايــا على فقــرٍ نـــــــــردّدُها
الغورُ جناتُنا بالروحٍ نــزرعــُهـــــــــا