شعر أبو عربي / ابراهيم أبو قديري
والــغــورُ أرضي لغيري بِتُّ أزرعُهـا | الغــور أمي وبنتُ الجار تـرضـعُــــــها | |
وصـرختي لـيس إلا اللهُ يسـمـعُـــــــــهـا | وكمْ تقلبتُ فـــوقَ الجمرِ محـتـرقـــــــاً | |
ليأكلَ الحــوتُ ما النملاتُ تجمعُهــــــا | نكِدُّ كالنملِ في عــامٍ بــأكـمـلـِـــــــــــــهِ | |
قد لاحقتْنا فمَنْ عنّا ســـيرفـعُـهــــــــــا | هذي الكوابـيــسُ في صحـوٍ وفي وَسـَنٍ | |
قد زادني حسرةً في القـلـبِ نجرعُهـــا | لَـعـلَّ قـربـي من المحتلِّ من كبـــــــدي | |
لأنها من صـمـيـمِ الـقـلـبِ منبعُهــــــــا | أنـّــاتُ مَنْ جرّبوا الأحزانَ واحـــــــــدةٌ | |
والخِــلُّ والـغولُ والعنقاءُ مخدعُهــــــا | كــــغـربـةِ المرءِ في أرضٍ يغازلُهــــــا | |
لنا الغبارُ وللــــزوارِ أذرعُهــــــــــــــا | لنا المعاناةُ مِنْ جـوعٍ ومــــــن عـطــشٍ | |
رُغْمَ الظلامِ أخافَ القومَ مطلــعـُهــــــا | إِنْ وردةٌ خِلسةً في الـجـــــوِّ قد بـزغـتْ | |
كلَّ الفؤوسِ على الأزهارِتـقـطـعُـهـــــا | ونادتِ الريحُ تسـتـعدي حليفَتَهـــــــــــــا | |
نهايةُ الــجـرحِ في الإنســــــانِ موقعُها | الغورُ جرحٌ بـعـمقِ الأرضِ ظِاهــــــرةُ | |
جريمةٌ بـاتَ طـــولَ العمرٍ يدفعُهـــــــا | هلْ مسـقـطُ الـرأسِ للإنسانِ غلطتـُــــــهُ | |
بها يفوزونَ والأدراجُ مــوضِـعـُهــــــا | أمْ سُـــــــلَّمٌ لصعودِ الآخـــــــــــرينَ إذاً | |
شعرتُ بالأرض ِتَسقي الروحَ أدمُـعُها | وكلـمـا غُـصْتُ حتى الذقنِ منهمكــــــــاً | |
حتى يَفيقَ من الإغفاءِ مسـمَـعـُهــــــــا | فأعــزِفُ اللحنَ من فأســي ومن عَرَقي | |
من التلوثِ والإجحافِ يصرعُهــــــــا | هل نتركُ البيئةَ الحسنــــــــاءَ في خطـرٍ | |
ليتَ الــسيـولَ من الأمطارِ تُرضعُهـــا | أيشربُ البحرُ والأشجـــارُ ظامئـــــــــةٌ | |
وُتـتـلِــفُ السوقُ ما الأنماطُ تصنـعُهــا | تَجودُ بالخيرِ بعدَ الخـيـرِ تربتُهــــــــــــا | |
هزيمةٌ في مجــالِ الســوقِ تـقـلعُهـــــا | بطولةُ الكدْحِ والإنــتــاجِ وا أســـــــــفي | |
وفي القوانينِ كالدُّفْلى نُشرّعــُـهـــــــــا | بينَ المُسوقِ والتصــديــر مـشـــــــكلتي | |
فضيلةُ الخصبِ والإنتاجِ مصـرعـُهـــا | ما العلمُ والعقلُ والتخطيطُ في جهـــــةٍ؟!ٍ | |
لاحتْ لها خادعاتُ الوعدِ تُـقـنعُهـــــــا | وكـلّـمـا فئةٌ في موســـــــــــــمٍ عــثـرتْ | |
لأنّ حيتانَ بحرِ السوقِ تبـلـعُهـــــــــــا | كـــلُّ الـصـغـارِ مـن الزرّاعِ في هَلَـــــعٍ | |
الغورُ جناتُنا بالروحٍ نــزرعــُهـــــــــا | نحنُ الضحايــا على فقــرٍ نـــــــــردّدُها |