حكومة الخصاونة في غرفة الإنعاش وكرامة الميت دفنه

25 نوفمبر 2021
حكومة الخصاونة في غرفة الإنعاش وكرامة الميت دفنه

وطنا اليوم- خاص- المتابع للشأن المحلي يلاحظ ان أداء  حكومة السيد بشر الخصاونة دون المستوى المقبول  ويخرج بانطباعات بضرورة اقالتها بسبب حجم تذمر الشارع من سوء  سياستها غير المدروسة وعدم استساغة العامة لها خصوصا ان شخص الرئيس وصفه أعضاء في حكومته بالعصبي وغير الديمقراطي بمعنى انه يلغي الحوار عند مناقشة موضوع ما، وهذا ما صرح به احد أعضاء حكومته السابقين “محمود خرابشة”.

هذه الحكومة برعت في استفزاز الشارع سواء  بالتعيينات التي غلب عليها طابع المحسوبية والجهوية بعيدا عن معيار الكفاءة والمواطنة، فكانت تنفيعات واضحة تماما مما جعل الكثيرين يشعرون  بمرارة الظلم وغياب العدالة.

لقد كان واضحا منذ البداية ان حكومة السيد الخصاونة ولدت ميته  والشواهد عديدة أولها ان طريقة اختيار الفريق الوزاري كانت   تقليدية تتكرر في كل الحكومات التي سبقته وثبت عدم قدرة أي من الحكومات المتعاقبة، العمل بروح الفريق وانجاز اي تقدم يذكر، وبمجرد تشكيل الحكومة تدب الخلافات والاستقطابات وينشغل الرئيس بمن هو معه اوضدة ليبدأ مشروع التعديلات تحت كذبة ضخ دماء جديد، كما  ان الشللية والمحسوبية كانت سمة بارزة عند كل تشكيل فيكثر الثناء والحمد على الرئيس .

إن كثرة التعديلات على الفريق الوزاري لحكومة الخصاونة الذي تجاوز 7 تعديلات يعطي مؤشر على عدم استقرار وانسجام الفريق الوزاري وعدم القدرة على اختيار اشخاص لديهم القدرة على العمل ضمن الفريق الواحد، وغالبا ما تكون التعديلات ترقيقعية او لامتصاص غضب الشارع.

ندرك ان تشكيل حكومة برامجية يعتمد بشكل كبير على وجود كتل برلمانية  فاعلة لديها رؤية وخطط وبرامج تدافع عنها وتضغط من أجل تحقيقها، وهذا لن يكون ممكنا لان كل المؤشرات تؤكد ذلك؛ ولان عملية التشكيك التي تمارس ضد القوى السياسية هي الاقوى والاكثر حضورا والابلغ اثرا في حرمان القوى الوطنية من أخذ دور في رسم السياسة واتخاذ القرار لن يسرع في تشكيل حكومات فاعلة بل حكومات تسيير اعمال، وان ما يجري ما هو الا عملية الهاء مبرمجة هدفها تقضية الوقت دون تحقيق اي انجاز.

ما أقدمت عليه الحكومة أخيرا بتوقيع اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع الجانب الإسرائيلي برعاية امارتية يبين الى حد كبير حالة التخبط التي تمارسها الحكومة خصوصا عندما تحدث وزير المياه وهو يفسر الاتفاقية فقال لقد وقعنا مع الجانب الغربي، متحفظا على ذكر إسرائيل وهذا يدل على عدم القناعة بما قام به ، هذا السلوك الحكومي المستغرب والذي أوقع حكومة الخصاونة في فخ التعتيم عندما نفى وزير الاعلام وجود اتفاقيات تتعلق بالمياه والكهرباء مع الجانب الإسرائيلي.

مشكلة هذه الحكومة انها تتعامل مع الشعب وكانه جاهل ولا يستطيع  الفهم والتحليل وتقوم بتغييبه عمدا والسؤال لماذا يتلقى المواطن الاخبار من وسائل الاعلام الخارجية والحكومة تمارس التعتيم .

ان حديث وسائل الاعلام المختلفة عن الاتفاقية الذي سبق نفي وزير الاعلام بأسبوع يؤكد ان الحكومة في واد والشعب في واد والا كيف نفهم نشر صور توقيع الاتفاقية في ابو ظبي وحكومتنا تنفي، هل وصل الاستخفاف الى هذا الحد.

الشارع الأردني مُستفز وقد حركت الحكومة الحالية كل مشاعر الغضب خصوصا لدى الشباب مما يجعل بقاء الحكومة امر غير محمود وبما ان فعاليتها منتهية وهي اشبه بالمريض في غرفة العناية المركزة فالامر يقتضي حرمانها من  الاكسجين لتذهب غير مأسوف عليها.