حيلة ذكية تفشل عملية خطف السفينة أسفلت برنسيس

5 أغسطس 2021
حيلة ذكية تفشل عملية خطف السفينة أسفلت برنسيس

وطنا اليوم:كشفت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، كواليس محاولة اختطاف السفينة “أسفالت برنسيس” بالقرب من سواحل الفجيرة الإماراتية في بحر عُمان، والتي أحدثت أزمة جديدة وفتحت حرب تصريحات بين إسرائيل وإيران التي تنفي علاقتها بالحادثة.
الصحيفة البريطانية قالت إن طاقم السفينة اعتمد حيلة “غريبة” لمنح خطف السفينة؛ إذ قام بتخريب محركاتها لإعاقة فرقة الاختطاف من تحريكها نحو إيران، فيما كشف مصدر حكومي أن عناصر الفرقة الإيرانية المسلحة هربوا من السفينة التي ترفع علم بنما عقب وصول سفن حربية أمريكية وعمانية لإنقاذها.
وغادر أفراد الفرقة على متن قوارب، كما أن طاقم السفينة المستهدفة لم يصب بأذى، وأكد أحد أفراد طاقم السفينة، خلال اتصال اطلعت شركة “آرغوس ميديا” عليه جرى بين السفينة وخفر السواحل الإماراتي، وجود ما بين 5 و6 مسلحين -قال إنهم إيرانيون- على متن السفينة.
فيما ذكر عضو طاقم السفينة أنه لا يمكنه تحديد موعد وصولهم المتوقع إلى ميناء صحار وهو الميناء الرئيسي في سلطنة عُمان.
فيما أكدت السلطات البريطانية من جابنها أن السفينة باتت آمنة، وأن الطاقم غادر دون إصابات، وكانت ثلاثة مصادر أمنية بحرية قد أكدت لوكالة رويترز أن قوات مدعومة من إيران استولت على الناقلة، ونفت إيران ذلك.

تصريحات إيران وإسرائيل
وبعد تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قال فيها إنه قد تكون هناك حاجة إلى تدخل عسكري لوقف هجمات إيران المتزايدة، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن من وصفهم بالأعداء الذين يهددون إيران سيعرفون أن ردّنا سيكون قاسياً وواسعاً في حال تعرضنا لأي استهداف، مضيفاً أن البعض حاول استغلال المشكلات الداخلية والمرحلة الانتقالية في البلاد لخلق أزمة للشعب الإيراني.
أضاف أن على تل أبيب أن تدرك خطورة تهديداته وتصريحاته، وأن يعيد النظر في حساباته، كما أكد قائد الحرس الثوري جاهزية المنظومات الصاروخية والطائرات المسيّرة والقوات البحرية والبرية الإيرانية للتحرك فوراً ضد أي تهديد.
وجاءت تصريحات الحرس الثوري بعد أن قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن على بلاده “التحرك الآن” ضد إيران على خلفية الهجوم على ناقلة النفط “ميرسر ستريت” في خليج عمان، وقال غانتس، في كلمة له بالكنيست (البرلمان) بحضور رئيس الوزراء نفتالي بينيت إن الهجوم على السفينة “تصعيد” من قبل إيران، بحسب ما نقلته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية.
وأضاف: “علينا التحرك الآن ضد إيران”، معتبراً أن طهران ستكون تحت قيادة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي الذي سيتولى مهام منصبه الأسبوع الجاري “أخطر على العالم والمنطقة مما كانت عليه حتى الآن”.
فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن غانتس قوله: “يجب التحرك ضد إيران التي تقوض الاستقرار في الشرق الأوسط وتسعى لتسليح خطير للميليشيات الإرهابية التي ستحتفظ بمئات الطائرات بدون طيار في العراق واليمن ودول أخرى”، ومضى وزير الدفاع الإسرائيلي قائلاً: “هذا ليس تهديداً مستقبلياً، ولكن خطر ملموس وفوري”، بحسب المصدر ذاته.
فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب إن اتهامات وزيري الخارجية البريطاني والأمريكي لبلاده بالوقوف خلف استهداف السفينة “تصريحات فارغة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن “على ثقة من أن إيران نفذت هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين بريئين، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة، وهي قدرة مميتة تستخدمها بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة”.
وقبل ذلك بوقت قصير، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في بيان: “من المرجح للغاية أن إيران هاجمت الناقلة بطائرة أو أكثر من الطائرات المسيرة”، مضيفاً: أن “بلاده وحلفاءها خططوا لرد منسق على الهجوم”.

محاولة اختطاف السفينة

وفي وقت سابق قالت هيئة العمليات البحرية البريطانية، الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، إن من صعدوا على متن ناقلة، قالت مصادر بحرية إنها احتجزت قبالة ساحل الإمارات، غادروها، وإن السفينة في أمان.
كما أوضحت الهيئة أن الواقعة انتهت، لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى في إشعار تحذيري استند إلى مصدر من طرف ثالث.
جاء ذلك بعد أن ذكرت هيئة التجارة البحرية البريطانية، الثلاثاء 3 أغسطس/آب، أن “حادث خطف محتملاً” وقع قبالة ساحل الفجيرة الإماراتية.
بينما تصاعد التوتر في المنطقة بعد هجوم الأسبوع الماضي على ناقلة تديرها إسرائيل قبالة سواحل عُمان تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها، وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بالمسؤولية فيه على إيران. ونفت إيران مسؤوليتها.

“حرب نفسية” للضغط على إيران
قالت وكالة أنباء فارس إن أبوالفضل شكارجي، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، ندد بالتقارير التي تحدثت عن حوادث بحرية وعمليات اختطاف في منطقة الخليج، ووصفها بأنها “نوع من الحرب النفسية وتمهيد الساحة لنوبات جديدة من المغامرات”.
بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشعر بالقلق وتدرس التقارير الخاصة بالواقعة التي حدثت في خليج عمان، لكن “من السابق لأوانه” إصدار حكم بشأن الأمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إنها تجري “تحقيقاً عاجلاً” بشأن الأمر.
كما قال مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف، عن هويتهم إن الجيش الأمريكي يفكر في إعادة تمركز سفينة واحدة على الأقل في المنطقة المجاورة للسفينة “أسفالت برينسيس” لتتبعها عن كثب.
أضاف المسؤولون أن هذا أمر معتاد ويهدف إلى مراقبة الوضع وليس القيام بأي تحركات عسكرية وشيكة.

تقارير عن خطف السفينة
كانت وكالة رويترز نقلت عن صحيفة “ذا تايمز أوف لندن” أن مصادر بريطانية تعتقد أن السفينة “أسفالت برينسيس” تعرضت للخطف، وأن “العمل جارٍ على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة”.
فيما نقلت وكالة نور نيوز التابعة لجهاز الأمن القومي الإيراني الأعلى عن مسؤول كبير في البحرية قوله إن “حركة السفن التجارية تسير على نحو طبيعي تماماً، ولم تبلغ أي مصادر بحرية رسمية أو دول في الخليج الفارسي عن أي حوادث”.
بينما قالت الولايات المتحدة وبريطانيا، يوم الأحد، إنهما ستعملان مع حلفائهما للرد على هجوم الأسبوع الماضي على الناقلة ميرسر ستريت التي ترفع علم ليبيريا، وهي مملوكة لشركة يابانية وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية.
لكن نفت إيران تورطها في الهجوم الذي يُشتبه أنه تم بطائرة مُسيرة، وقالت إنها سترد فوراً على أي تهديد لأمنها.