مبادرة عمانداب من عبق التاريخ

21 يونيو 2021
مبادرة عمانداب من عبق التاريخ

وطنا اليوم الإخباري – مبادرة عمانداب من عبق التاريخ

إن تاريخ المدن مرتبطا ارتباط وثيق بتراثها العمراني وهو ما يدفعنا الى حماية هذا المخزون التراثي القديم وصيانته بل والحفاظ على مقتنياته التراثية من الاندثار كشاهد على روعة هذه المدينة والتاريخ بأكلمه ،وتنفرد العاصمة الأردنية عمان الحبيبة على وجهه الخصوص بتراث حضاري عريق ممزوج بثقافة متأصلة وموروثات أصيلة.

واستنادا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله ورعاه وحرص الهاشميين ودورهم التاريخي على مدار مئة عام من تأسيس الدولة الاردنية في الحفاظ على الموروث الحضاري والتاريخي للأمة وآثارها، تتصدر مبادرة “عمانداب” من روح العاصمة عمان بإطلاق مشروعها التأسيسي بمجموعة من الشباب الأردني الشغوف والمحب لوطنه ولإرث هذا الوطن في ظل جائحة كورونا آخذين بعين الاعتبار كافة بروتوكولات الوقاية الصحية.

عمانداب مشروع ثقافي حضاري لإحياء الإرث الأردني ويعني بإطلاق كيان جديد لمدينة عمان في مئويتها وذلك من خلال القيام بتسويق رموز خاصة بإرث مدينة عمان.

وقالت المهندسة شروق النسور مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في المشروع أننا حاولنا جاهدين البحث في المنتجات السياحية التراثية واعطائها اولوية من خلال تسليط الضوء على الفجوة ذات الاهمية الاكثر والأسرع تنفيذا في القطاع السياحي وتعمقنا في البحث في قصص عمان التاريخية لنصل في النهاية للقصة التي تعبر عن هذه المدينة الأ وهي ” قارورة تل سيران ” القارورة المهددة بالانقراض ولنكن اول من يفكر من قلب العاصمة الأردنية عمان وبالتحديد من جوف الجامعة الأم الجامعة الاردنية بتوثيق إرث يختص بمحافظة عمان.

وأشارت النسور ان عمانداب ستقوم باستخدام النقوش الآرامية والعمونية لإنتاج قوارير مصنوعة من النحاس محفورة بعبارات خاصة تعبيرا عن القيمة التراثية لهذه القارورة.
وان هذه القاروة التي تعبر عن تاريخ الحضارة العمونية سيتم تصنيعها بثلاث أنواع من المواد لتتناسب مع جميع طبقات المجتمع ( النحاس، الخزف، الصلصال ) وسيتم النقش عليها باللغة العمونية وسيتم مراعاة طبيعة المواد المستخدمة خلال عملية التغليف فمثلا الخزف والصلصال يحتاجان أن نركز أكثر على عامل الحماية على عكس النحاس.

اما بالنسبة للفئة المستهدفة هم زوار مدينة عمان الحبيبة بمختلف الجنسيات ومن المهتمين بإقتناء الهدايا التذكارية التراثية الأصيلة التى تمثل هذه المدينة.
وذكرت ان سبب تسمية المشروع ب عمانداب يعود الى اسم احد الملوك العمونيين “عمي نداب”.

وتحدثت المهندسة اسراء الشباطات منسقة المشروع ان الهدف الذي جعلنا نفكر في إطلاق عمانداب هو تسليط الضوء على قصة منتجنا التراثي العريق وكيفية اكتشافه وإعادة إحياء حرفة مندثرة وهي النقش على النحاس والخزف و نشر الوعي بأهمية الإرث بين أفراد المجتمع وتوضيح بعض المصطلحات المتعلقة بمفهوم الأرث ودمجه مع السياحة.
اضافة الى أهمية حماية الإرث و ضرورة توثيقه ونقله للأجيال الجديدة وتذكير المقيمين والزوار بمختلف جنسياتهم بأصالة وحضارة هذه الدولة العظيمة.

وذكرت اننا سوف نتبع نهج جديد للهدايا التذكارية لدى السياح بمختلف الجنسيات اي انها غير منحصرة فقط بالجمل ،البتراء وأعمدة جرش كما اننا نسعي للاستمرارية في هذا المشروع لتمكين الشباب وتوفير فرص عمل لهم وان يكونو ذو اثر ايجابي وفعال في مجتمعاتهم المحلية .

وفي الختام اضافت الشباطات اننا نضع بين ايديكم منتجنا التراثي وجوهره العَموني المندثر بقالب تذكاري بسيط مرتبط ارتباط تاريخي عريق يحمل في جعبته قصة من أجمل القصص التراثية الاصيلة واحياء حرفة مندثرة وخشية منا على ضياعها وهي النقش على النحاس والخزف.

ويشار ان هذا المشروع ينفذ من خلال مؤسسة إرث الأردن وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

نبذه عن قارورة تل سيران
قارورة برونزية مصنوعة من مادة النحاس، بطول 10سم وتحتوي على انبعاجة يعتقد أنها قبل النقش وعلى الأرجح أثناء صناعة القارورة، وكانت القارورة مغلقة بطريقة محكمة عبر دبوس في فوهتها، ووجد بداخلها بذور قمح وشعير مكربنة بالإضافة لبعض الأعشاب، ولقد نُقش على جدارها الخارجي ثمانية أسطر مكونة من 92 حرفاً.

خلال التحضيرات لإنشاء مبنى كلية الهندسة في الجامعة الأردنية تم اكتشاف بقايا أثرية في الموقع، فقامت كلية الآثار في الجامعة الأردنية بتجهيز حفرية أثرية في العام 1972، والتي وجدت بقايا أثرية منذ العصر الحديدي(في عهد المملكة الأردنية العمونية)، كما وجدت مجموعة من الكسر الفخارية التي تعود إلى كل من العصور الهلنستية والرومانية، بالإضافة إلى العصر الأموي فالأيوبي والمملوكي، مما يؤشر على أن الموقع استمر مأهولاً بالحد الأدنى منذ العصر الحديدي، على جانب آخر وجدت آثار أقنية مياه وبئر ماء، أما أهم اللقيات الأثرية في هذا الموقع كانت قارورة تل سيران التي تحمل نقش يعد الأطول من النقوش الأردنية العمونية التي وجدت حتى الآن.

أما نص النقش بحروف عربية: 1. ب م ع د ـ ع م ن د ب ـ م ل ك ـ ب ن ـ ع م ن 2. ب ن ـ هـ ص ل إ ل ـ م ل ك ـ ب ن ـ ع م ن 3. ب ن ـ ع م ن د ب ـ م ل ك ـ ب ن ـ ع م ن 4. هـ ك ر م ـ و هـ . ج ن ت ـ و هـ أ ت ح ر 5. و أ ش ح ت 6. ي ج ل ـ و ي ش م ح 7. ب ي و م ت ـ ر ب م ـ و ب ش ن ت 8. ر ح ق ت

وترجمة النقش كالتالي: 1 عمل عمي ناداب، ملك العمونيين 2 بن هصيل إيل ،ملك العمونيين 3 بن عمي ناداب، ملك العمونيين 4 الحديقة والجنائن 5 والقناة والخزّان 6 يفرح ويبتهج 7 لأيام عديدة 8 وسنين عديدة

ويشير النص بشكل عام إلى أحد إنجازات الملك الأردني العموني عمي ندب الثاني في القطاع الزراعي تحديداً، ويمكننا تناول النص من جانبين، الجانب الأول وهو أسماء الملوك الأردنيين العمونيين الواردة في النقش، أما الجانب الآخر فهو الإنجاز الذي قام به الملك الأردني العموني عمي ندب الثاني. ورد في نقش قارورة تل سيران أسماء ثلاثة ملوك أردنيين عمونيين، وهم جد وأب وحفيد، وقد كتب النقش لتوثيق بعض إنجازات الملك الأردني عمي ندب الثاني وأورد نسبه لوالده الملك الأردني العموني هصل إيل، وجده الملك الأردني العموني عمي ندب الأول، وتكمن أهمية هذا النقش بتوثيقه لثلاثة أجيال من الملوك الأردنيين العمونيين، اثنين منهم لم يتم ذكرهما بأي مصدر آخر، وهما عمي ندب الحفيد، وهصل إيل، كما أن هذا التوثيق يؤكد على أن النظام كان ملكياً وراثياً بالأبناء الذكور. أما على صعيد الإنجازات فقد بدا من النص جانبين مهمين، الأول الاهتمام منقطع النظير بعملية الإنتاج الزراعي، حيث أن الملك الأردني العموني عمي ندب الثاني يفتخر بشكل شخصي بالتطور الزراعي الذي أحرزته المملكة الأردنية العمونية، وفي إحدى المواقع المحيطة بعاصمتها ربة عمون، أما الجانب الآخر فهو حالة الرفاه التي كان يعيشها أجدادنا الأردنيين العمونيين، حيث ذكرت الحديقة والجنائن، بالإضافة إلى الفرح والبهجة لسنوات عديدة “الحديقة والجنائن، والقناة والخزّان، يفرح ويبتهج، لأيام عديدة، وسنين عديدة”.