عاداتنا منهج يتبع

4 يونيو 2021
عاداتنا منهج يتبع

عبد الكريم أحمد العزام

وطنا اليوم _ تعتبر العادات والتقاليد من أهم الممارسات الأجتماعية القديمة المحببة لدى الأردنيين إذ أنها ترتبط بجوانب حياتهم الواسعة حيث قام الكثير منهم بالإجتهاد لبقاء هذه العادات جزء من حياتهم التي تعتبر موضع فخر وإعتزاز لهم, التزموا بها ومارسوها بكل حب و فخر مثلتهم في الأفراح و الأتراح وأدت إلى تماسك المجتمع الأردني وترابطه يتوارثونها جيلا بعد جيل .
ويحاول الأباء الى غرس العادات والتقاليد الأردنية لأبنائهم وكأنها جزء لا يتجزأ من هويتهم وشخصيتهم حتى يكبرون وهم متأقلمين معها لا ينفرون منها .
وتكمن أهميتها في تعزيز الروابط العائلية التي تشوق أفراد الأسرة إلى موعد اجتماعهم لتطبيق العادات المتوارث عليها مع مختلف العائلات وتسد الفجوة بين الأجيال عبر توارث التقاليد من جيل الى جيل يمكن الحصول على روابط مشتركة بينهم ووجود هذه العادات يشعر الفرد بالأنتماء والاحساس بالهوية.
وإذ يتميز الشعب الأردني عن غيره بالكرم وحسن معاملة الضيف التي تؤكد على شهامتهم .
ومن أهم هذه العادات القضاء العشائري الذي يعتبر من أكثر العادات التي عرفت بالأردن لأنه يقوم على حفظ حقوق الناس وأعراضهم و أموالهم إذ يقوم عليه خيرة الرجال المعروفين بسرعة البداهة والفراسة الملقبين ب (شيوخ العشائر) .
ومازالت القهوة العربية أحد أرسخ القيم والعادات عند الأردنيين عامة وعند البدو خاصة إذ لا تخلو مجالسهم منها لا ليل ولا نهار تسكب باليسار و تأخذ باليمين وتشرب على ثلاث رشفات إلى أن يهز الضيف فنجانه اشاره الى اكتفاءه .
وجدير بالذكر إن الإسلام قد حافظ على كثير من العادات التي كانت سائدة في الجاهلية ورعاها وطورها وجعل لها ضوابط وضعها في إطار تتوافق مع معطيات وتعاليم الشريعة الأسلامية فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد كانت عادة الكرم سائدة في المجتمع الجاهلي وكان الناس يتبارون ويتفاخرون بإكرام الضيف بشكل فيه إسراف ومباهاة قال تعالى : ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا” .
فمن سياق هذه الآية فقد تم تقنين حدوداً وضوابط لهذه العادة المحببة لعدم البخل أو الإسراف في إكرام الضيف .
ولا شك أن معظم العادات السائدة جاءت نتاجٍ تراكمي لتجارب الحياة عند الأمم السابقة منها واللاحقة ويأتي من خلالها الحلول الكثيرة لمشاكل الحياة وزيادة الترابط الإجتماعي والأسري فهي تقتصر الوقت بتقديم حلول جاهزة لقضايا يوميه تمس الواقع ومسيرة المجتمعات في كل العصور والأوقات خاصة سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي إذا كانت هذه العادات نابعة او متوافقة مع معطيات الشريعة الإسلامية في مجتمعاتنا المثالية المحافظة وفقا رأيي.