وطنا اليوم – قال تقرير للمحلل العسكري في موقع “معاريف”، طال رام ليف، إن المنظومة الأمنية في إسرائيل تستعد لاحتمال فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية الأميركية على حساب الرئيس دونالد ترامب، مع ما سيحمله ذلك من تطورات بخصوص الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، والدور الأميركي في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير الموسع، فإنه ولغاية شهر يناير/ كانون الثاني من العام الحالي ساد القلق في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من تراجع دور الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وتراجع مكانتها في الإقليم وامتناعها عن استخدام القوة العسكرية وغياب سياسة واضحة مقابل تعاظم الدور الروسي وارتفاع الثقة في النفس لدى إيران، موضحاً أن الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية يعد أكبر دليل على هذا التراجع.
وبحسب التقرير، فإن اغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، كان خطوة غيرت قوانين اللعبة، وشكل نقطة تحول لا تزال تأثيراتها وتداعياتها السلبية على بناء القوة الإيرانية وقوة “حزب الله” متواصلة حتى اليوم، من وجهة نظر المنظومة الأمنية. كما اعتبر أن توقيع تل أبيب اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان يكرس “تحالفا ضد إيران”.
ويقر التقرير بأن المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ترى أن هذه الخطوات الأخيرة، حتى وإن لم تساعد ترامب انتخابيا في صناديق الاقتراع، وتم بالرغم منها فوز جو بايدن، فإنه لا يَتوقع تحولاً في الالتزام الأميركي بخصوص أمن إسرائيل، ولا في طبيعة العلاقة الاستراتيجية معها.
ويضيف التقرير أنه بالرغم من هذه التقديرات فقد سارعت المنظومة الأمنية والعسكرية في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة إلى إتمام المحادثات لصفقات السلاح لإسرائيل تعويضا لها عن بيع مقاتلات “إف 35” للإمارات، ولضمان التفوق النوعي الإسرائيلي، اقتناعا بالقدرة على تحقيق فوائد أكبر ومكاسب أكبر الآن مما يمكن تحقيقه بعد الانتخابات خصوصا في حال انتخاب بايدن.
وتدعي المنظومة الأمنية والعسكرية أنه كان بالإمكان تحقيق مكاسب أكبر من الناحية النوعية لو كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعامل مع المفاوضات مع الإمارات ومطلبها بشراء مقاتلات “إف 35” وفقا للنظم الرسمية، قبل التوقيع على اتفاقية التطبيع معها، بدلا من الادعاء بأنه لا علاقة بين اتفاقية التطبيع وصفقات السلاح.
وترى المنظومة الأمنية والعسكرية أن بالرغم من هذه الاتفاقيات فإن إيران لا تسارع إلى الاستسلام، وهي تواصل خططها لتعزيز قوتها الإقليمية والتموضع في سورية والعراق، وتستمر في مشروعها النووي بالرغم من العراقيل والعقوبات الاقتصادية الدولية ضدها.
وتقدر إسرائيل أن الولايات المتحدة حتى في حال اعتمدت بعد الانتخابات خطا واضحا يدمج بين الضغط الاقتصادي والخطوات السياسية والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران، فإن ذلك لن يوقف الطموحات الإيرانية
ويخلص التقرير إلى القول إن السنوات الأربع القادمة ستكون حاسمة في هذا السياق وإيران تنتظر من سيكون الرئيس القادم، معتبراً أنهم يفضلون بايدن على ترامب. ومع ذلك، يورد التقرير أنه ليس مهما من سيكون في البيت الأبيض، إذ سيكون التحدي الماثل أمام ساكن البيت الأبيض هو وقف المشروع النووي الإيراني من خلال اتفاق أفضل من الاتفاق السابق، وفي حال لم يحدث ذلك فسيكون عليهم الاستعداد لمواجهة عسكرية تكون إسرائيل أيضا طرفا فيها.