أماه ُ يا رمز المحبة والتفاني والطهارةْ
يا من بيومك يحتفي الأبناءُ في عصر الحضارة
وأراك غرقى بالدموع فيرتوي قلبي مرارة
حبسوك جهلاً لا حقوق ولا ضياء ولا سيادةْ
أو سلعةً تُشرى جهازاً ليس إلا للولادة
لو يُعبدُ الإنسانُ يوماً كنت أولى بالعبادة
أماه عفواً طالما أنجبت أجيالاً كثيرةْ
فتدفق الدمُ منهمُ لهباً وأنهاراً غزيرة
فلطمت وجهك حسرةً وشهقت باكيةً كسيرة
تلدين للنيران للسجان ظُلماً للمشانقْ
فيدوس ُ قلبك هازئاً بالعدل نازيٌّ منافق
ويُقيمُ يوماً للأمومة وهو في الإجرام غارق
أماهُ معذرةً أساء العصر ُ للأم الجزاءَ
وهديةُ المجنون كانت سلة ًفاضت دماء
وغدت عباراتُ الأمومة منه زيفاً وهراء
إن الأُمومة سادتي عطفُ مساواة ُمحبةْ
حريةُ أمنٌ سلامٌ في بلادٍ مُستتبة
أما الشعارات ُ التي فرغت من المضمون كذبة
يا من صنعت بهمة الأبطال معركة الكرامة
وهتفت مرحى أحرق الجبار يا دنيا خيامه
عاشت أسودٌ آثرت موتاً على ذلِّ السلامة
من أيقظ التاريخ في الأجيال إن يوماً تعثّرْ
جيشٌ مقاومة وشعبٌ واحدٌ لا ليس يقهر
راحوا يدكّون العدو ليصنعوا النصر المؤزّر
حتى الصحابة في القبور تهللوا : الله أكبر
أماه من أقصى المحيط إلى الخليج جميعُنا
صار الزمان بسوق تجار الحروب يبيعنا
لن نستكين إلى الهوان كبيرنا ورضيعنا
وغدا بعون الله يشرق بالكفاح ربيعنا
أماه يا أماه في الأقصى فلسطين السليبةْ
من كل قطر تلتقي راياتُ أمتنا الحبيبة
كي تصنع الفرح الكبير وساعة النصر القريبة
عهداً من الأبناء بعد اليوم لن تبقَي كئيبة
هرب الظلام فأيقظي الدنيا على نجوى نشيدكْ
جبارة أنت وأقوى ألف أقوى من قيودك
هيا اخلعي ثوب الحداد وزغردي فرحاً بعيدك.