وطنا اليوم _
احتفل اليوم السبت في دائرة المكتبة الوطنية بعمان، بإشهار الجمعية الثقافية للدراسات الأندلسية برعاية وزير الثقافة مصطفى الرواشدة.
وقال الرواشدة في حفل الإشهار الذي حضره أمين عام الوزارة الدكتور نضال الأحمد ومدير عام المكتبة الوطنية فراس ضرابعة، إن تأسيس الجمعية يعد خطوة مهمة لما للأندلس من مكانة تاريخية في الوجدان العربي,
وأشار الى هذه الجمعية ستفتح نوافذ واسعة لقراءات ودراسات لتاريخ الأندلس وفنونها وعمارتها وأدبها، إضافة الى تعزيز العلاقات الثقافية مع مملكة إسبانيا ومؤسساتها الأكاديمية والثقافية.
ولفت إلى أن ثمة أهتماما من كثير من الأكاديميين والباحثين والمفكرين الإسبان بإعادة قراءة التراث العربي كمكون مهم في التاريخ والثقافة الإسبانية، منوها بأن الأندلس شكلت مصدر إشعاع حضاري وإنساني، وكانت حلقة الوصل والجسر الذي حمل المعرفة الإنسانية بحروف عربية إلى الغرب في الطب والرياضيات والهندسة والعمارة وغيرها.
وأضاف، إن المشروع الأموي في الأندلس ومدنها مثل عنوانا ثقافيا وإبداعيا وفنيا وإنسانيا استثنائيا لجهة معاييره الجمالية في العمارة والزخرفة والخط والموشحات والشعر والدراسات النقدية والفلسفية، كما مثلت تراثا عربيا إنسانيا ما يزال شاهدا في قصر الحمراء في غرناطة، ومسجد قرطبة، وقصر مدينة الزهراء، وغيرها من العلامات المعمارية التي دونت لتاريخنا المشرق.
وأشار إلى أنه بحسب دراسات الدكتور صلاح جرار ثمة علاقة تاريخية متميزة جمعت الأردن والأردنيين بالأندلس، حيث شهدت الأندلس منذ الفتح الإسلامي سنة 711م حركة استيطان منظمة غدت معها مدينة “مالقة” أردن الأندلس.
ولفت إلى أنه استقر قسم مهم من أهل جند الأردن في (كورة رية) التي كانت مالقة حاضرتها، حيث ترك هذا الاستقرار أثرا سياسيا واجتماعيا وثقافيا امتد لقرون، وكان لهم دور بارز لا سيما في عصور الولاية والإمارة والخلافة الأموية، ونبغ منهم أعلام في مختلف المجالات السياسية والأدبية والعلمية.
من جهته قال رئيس الهيئة الإدارية للجمعية، وزير الثقافة الأسبق أستاذ الأدب الأندلسي الدكتور صلاح جرار في الحفل الذي حضره عدد كبير من الباحثين والأكاديميين والمعنيين، إن الدافع لقيام مجموعة من أساتذة التراث الاندلسي في الاردن بالسعي الى تأسيس جمعية للدراسات الأندلسية هو ما تشهده الاندلس وتجربتها الحضارية والجمالية من حضور دائم في وجدان المواطن الأردني، يتجلى في البرامج التدريسية الجامعية والمناهج المدرسية والأعمال الأدبية والفنية، وأسوة بجمعيات الدراسات الاندلسية التي أنشئت في المغرب وتونس والجزائر ومصر والعراق واسبانيا وغيرها.
وأضاف، إن العلاقة بين الأردن والاندلس التي تمتد لأكثر من 13 قرنا وكذلك العلاقة العميقة بين المملكة الاردنية الهاشمية ومملكة اسبانيا تمثل باعثا آخر قويا من بواعث تأسيس هذه الجمعية، مشيرا إلى الدور الحاسم للقبائل الأردنية بتعزيز الحكم العربي للأندلس.
وأشار جرار الى استقرار المهاجرين الأردنيين في مدينة مالقة، إذ سميت بـ “أردن الأندلس” وولي الاندلس من الاردنيين ثعلبة بن سلامة العاملي، مبينا الدور البارز للقبائل الاردنية مثل العامليين والجذاميين والكلاعيين والغساسنة في تثبيت الحكم الاموي في الأندلس بعد سقوط الخلافة الاموية في المشرق.
ونوه بدور العديد من الاكاديميين والباحثين الاردنيين الذين أثروا المكتبة الاردنية والعربية في التأليف بالعلاقات بين الاردن والاندلس والتي اتخذت صورا جديدة في مجالات التعليم والفنون والسياحة والتنقيب عن الاثار وصيانتها.
وعلى هامش حفل الاشهار شارك باحثون أكاديميون متخصصون بتقديم إيجازات عن “الاردن والاندلس” وهم؛ الدكتور فايز القيسي بورقة حملت عنوان “واقع الدراسات الأندلسية في الجامعات الاردنية” والدكتور عبدالحليم الهروط بورقة عنوانها “المدن والمواقع الأردنية في الرحلات الأندلسية”.
كما شاركت الدكتورة فاطمة محيسن بورقة بعنوان “الأندلس في المناهج المدرسية في المملكة الاردنية الهاشمية” والدكتورة سهى مشرقي بورقة عنوانها “جهود الباحثين الاردنيين في دراسة التراث الاندلسي والمغربي” والدكتورة شيرين جاد الله بورقتها “استلهام التجربة الحضارية الأندلسية في الادب الاردني”.
وفي ختام الحفل كرم الرواشدة يرافقه جرار بدروع الجمعية التقديرية لعدد من رواد الدراسات الأندلسية في الاردن وهم؛ الدكتور محمد عبده حتاملة والدكتور حسين خريوش والدكتور يونس شنوان شديفات والدكتور مصطفى عليان والدكتور محمد علي الشوابكة والدكتور شفيق الرقب والدكتور عبدالرزاق حسين والدكتور علي حسين البواب.






