ألبانيزي : تقرير أممي يكشف تواطؤ 63 دولة مع إبادة غزة

27 ثانية ago
ألبانيزي : تقرير أممي يكشف تواطؤ 63 دولة مع إبادة غزة

وطنا اليوم:اختارت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي مدينة كيب تاون لتقديم تقريرها الأخير بعد أن مُنعت من دخول الولايات المتحدة بسبب عقوبات فرضتها واشنطن.
ويسمي التقرير، الذي يمتد لأكثر من 50 صفحة، 63 دولة إلى جانب عديد الجهات والشركات، متهما إياها بالتواطؤ في “الإبادة الجماعية في غزة”، مشيرة إلى أن التواطؤ “ليس فقط الفعل المباشر. التواطؤ هو أيضا الصمت، الدعم المادي، الحماية الدبلوماسية، والتجارة مع الظالم”.
كما قدمت في كنيسة “غروت كيرك” خطابا حادا أمام جمهور واسع، مؤكدة أن ما يتعرض له الفلسطينيون “لا مثيل له في التاريخ الحديث”، داعية إلى خطوات عملية تشمل المقاطعة الاقتصادية والامتثال للقانون الدولي.
وقد استضافت جنوب أفريقيا -التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل ورفعت دعوى ضدها أمام محكمة العدل الدولية– ألبانيزي في فعالية شاركت فيها مؤسسات دينية وحقوقية، أبرزها مؤسسة نيلسون مانديلا وحركة المقاطعة العالمية “بي دي إس”.
واختتمت الفعالية برسالة تضامن من الضفة الغربية المحتلة، حيث شددت ألبانيزي: “يجب أن تكون هذه آخر إبادة جماعية في تاريخ البشرية”.
وسبق أن نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها، ووصفتها بأنها “أساليب مافيا” هدفها “تشويه سمعتها”.

وقالت ألبانيزي، في تصريحات صحفية، إنها ستقدم أحدث تقاريرها إلى الأمم المتحدة من جنوب أفريقيا بعدما حالت العقوبات الأميركية دون سفرها إلى مقر المنظمة الأممية في نيويورك.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن في يوليو/تموز الماضي فرض عقوبات على المقررة الخاصة، منددا بانتقاداتها لواشنطن وإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة.
كما شهدت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، توجيه انتقادات حادة لألبانيزي من ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية، وردت عليها مؤكدة أن “الصمت والدعم المادي والدبلوماسي شكل من أشكال التواطؤ”.
وقالت ألبانيزي متحدثة للوكالة من جنوب أفريقيا، حينما كانت تستعد لإلقاء “محاضرة نيلسون مانديلا السنوية” يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، “لا أستطيع الذهاب إلى الولايات المتحدة.. تمّ تجميد أرصدتي، ابنتي أميركية وزوجي يعمل في منظمة مقرها الولايات المتحدة، والعائلة بأكملها تدفع الثمن بسبب ذلك”.
وأضافت أن “العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليّ هي إهانة، ليس لي فقط، بل للأمم المتحدة أيضا”، مقارنة إياها بـ”أساليب المافيا” في إيطاليا، مسقط رأسها، حيث تقوم العصابات بـ”تشويه سمعة شخص ما.. لردعه عن الاستمرار في الانخراط في قضايا العدالة”.

زنزانة مانديلا

في صباح 26 أكتوبر/تشرين الأول، زارت فرانشيسكا ألبانيزي جزيرة روبن، حيث قضى نيلسون مانديلا 18 عاما من سجنه، إذ دخلت زنزانته رقم 5، وبقيت فيها دقائق صامتة، في لحظة تأمل رمزية قبل أن تبدأ سلسلة لقاءات مع علماء ونشطاء فلسطينيين ومجلس العلماء المسلمين في كيب تاون، مؤكدة على “الضرورة الأخلاقية للتضامن مع المظلومين”.
كما ألقت في اليوم التالي محاضرة في جامعة كيب تاون دعت فيها إلى المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، وحماية حرية التعبير للطلاب والأساتذة المؤيدين لفلسطين.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول، قدمت تقريرها الجديد “غزة: إبادة جماعية” من مركز ديزموند توتو في كيب تاون، بعد أن مُنعت من دخول الولايات المتحدة قائلة: “الحقيقة لا تحتاج إلى نيويورك. يمكن قولها من هنا، من المكان الذي هزم الظلم”.

“تقرير الإبادة”

ويتهم التقرير، الذي يمتد لأكثر من 50 صفحة، 63 دولة بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة، عبر الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي، أو الصمت. من ذلك ما قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل من مساعدات عسكرية تجاوزت 17.9 مليار دولار، فضلا عن الفيتو الأميركي 3 مرات ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة.
كما ينتقد التقرير استمرار بعض الدول في التعامل مع إسرائيل رغم قرارات محكمة العدل الدولية، ويشمل التقرير دولا أوروبية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ودولا عربية استمرت في التطبيع والتعاون الأمني مع إسرائيل، إضافة إلى شركات كبرى مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت، المتهمة بتوفير خدمات تكنولوجية تُستخدم في العمليات العسكرية.
وقالت ألبانيزي إن ما جرى من “إبادة جماعية، يجب أن تكون الأخيرة في تاريخ البشرية”، مشيدة بجنوب أفريقيا، التي رفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وقطعت علاقاتها معها، معتبرة موقفها “نموذجا يجب أن يُحتذى”.
كما وجهت ألبانيزي رسالة للفلسطينيين: “نضالكم مرئي، صمودكم محترم، والعالم يستيقظ معكم”، داعية إلى إنفاذ القانون الدولي وفرض عقوبات على إسرائيل مشابهة لتلك التي فُرضت على نظام الفصل العنصري سابقا.
وأشارت في ختام كلمتها، إلى أن العدالة لفلسطين “ليست خيارا، بل التزام قانوني وأخلاقي” وأن حركة المقاطعة العالمية تكتسب زخما، وأن نهاية الفصل العنصري الإسرائيلي “مسألة وقت”