وطنا اليوم:أعرب وزير المالية الإسرائيلي، رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش عن أسفه إزاء ما بدر منه تجاه السعودية، وذلك بعدما رفض فكرة تطبيع العلاقات مع المملكة إذا كان الشرط المطروح إقامة دولة فلسطينية، مطلقاً تصريحات عنصرية ومسيئة وتعكس نظرة متعالية، فيما تنكّر لوجود الشعب الفلسطيني وقضيته.
وكتب سموتريتش عبر حسابه على تليغرام: “تصريحي بشأن السعودية لم يكن موفقاً على الإطلاق، وأنا آسف للإساءة التي تسبّب بها. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، أتوقّع من السعوديين عدم المساس بنا، وألّا ينكروا التراث والتقاليد وحقوق الشعب اليهودي في مناطقه التاريخية في يهودا والسامرة، وأن يقيموا معنا سلاماً حقيقياً”.
وفي وقت سابق اليوم، وجّه سموتريتش إساءة مباشرة إلى المملكة، حيث قال في مؤتمر صحيفة “ماكور ريشون” العبرية، إن “السيادة (الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة) هي نقطة الاختبار. إذا قالت لنا السعودية تطبيع مقابل دولة فلسطينية، فالإجابة يا أصدقاء، لا شكراً، استمروا في ركوب الجمال على رمال الصحراء، ونحن سنواصل التطور اقتصادياً واجتماعياً، ومع كل الأمور العظيمة التي نعرف كيف نقوم بها”.
وجاءت تصريحات سموتريتش، وفق وسائل إعلام عبرية، على خلفية تمرير قانون السيادة أمس في الكنيست بالقراءة التمهيدية، رغم الضغوط الأميركية، بحيث صوّت أعضاء حزبه لصالح الاقتراح، الذي يتعارض فعلياً مع مطالب السعودية، التي تشترط إقامة دولة فلسطينية أو على الأقل إيجاد مسار نحو الدولة الفلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال سموتريتش خلال ذات المؤتمر: “نحن على مفترق طرق تاريخي يمكن أن يقود إلى مكان جيد جداً، بحيث نقطع الرابط الزائف بين علاقاتنا مع الدول العربية والكذبة المسمّاة الشعب أو القضية أو الدولة الفلسطينية”. وأضاف: “سنتأكد من أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبداً، ونمضي قدماً نحو اتفاقيات سلام مع من يعرف كيف يتعايش معها. وهناك بالفعل إمكانية كبيرة لتوسيع اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)”.
وفي إطار قضية ضم الضفة للإحتلال، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل ستفقد جميع أشكال الدعم الأمريكي إذا أقدمت على ضم الضفة الغربية.
وأكد ترامب في مقابلة مع مجلة “تايم” أجريت في الخامس عشر من أكتوبر ونشرت اليوم، وتناولت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية، أنه لن يسمح بأي تحرك نحو الضم، قائلا: “لن يحدث ذلك. لن يحدث. لن يحدث لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية، ولا يمكن القيام بذلك الآن. لقد حظينا بدعم عربي كبير، ولن يحدث لأنني قطعت وعدا لتلك الدول. وإذا أقدمت إسرائيل على ذلك، فستفقد كل دعمها من الولايات المتحدة”.
كما حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت سابق من أن تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون ضم الضفة الغربية قد يعرض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر، ويقوض الجهود الأمريكية لتنفيذ خطة السلام التي طرحها الرئيس دونالد ترامب.
وأثار تصويت الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروعي قانونين لضم الضفة الغربية المحتلة، ومستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس المحتلة، الأربعاء، تنديداً واسعاً، باعتباره خطوة خطيرة تمهد فعلياً لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمثل تحدياً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان. وينبغي التصويت على كلا مشروعي القانونين في ثلاث قراءات إضافية قبل أن يصبحا قانونين نافذين.
سموتريتش يعتذر من السعودية بشأن تصريحه المهين
