مودريتش يكشف دور أنشيلوتي الحاسم في انتقاله لميلان

21 ثانية ago
مودريتش يكشف دور أنشيلوتي الحاسم في انتقاله لميلان

وطنا اليوم:في خطوة هزت أوساط كرة القدم العالمية هذا الصيف، كشف النجم الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش، أسطورة ريال مدريد الذي انضم حديثاً إلى إيه سي ميلان الإيطالي، عن الأسباب العميقة وراء هذا القرار المفاجئ. بعمر الأربعين عاماً، وبعد مسيرة حافلة استمرت 13 عاماً في العاصمة الإسبانية، لم يأتِ مودريتش إلى “سان سيرو” لإنهاء مسيرته، بل كما صرح بنفسه: “أنا هنا لأفوز، لا لأعتزل”.
وفي تفاصيل مثيرة خلال مقابلة حديثة نقلها موقع “ميلان نيوز” الإيطالي، أكد الفائز بالكرة الذهبية لعام 2018 أن مدربه التاريخي في مدريد، وأسطورة ميلان التدريبية، كارلو أنشيلوتي، لعب دوراً محورياً وحاسماً في إقناعه بارتداء قميص الروسونيري.
بعد 13 عاماً أسطورية في “سانتياجو برنابيو”، توج خلالها بكل الألقاب الممكنة، كان انتقال مودريتش إلى ميلان بمثابة صدمة للكثيرين الذين توقعوا إما اعتزاله في مدريد أو انتقاله إلى دوري أقل تنافسية لجني الأموال. لكن مودريتش، الذي لا يزال يتمتع برغبة مشتعلة في المنافسة، يرى الأمر كتحدٍ جديد يوازي طموحاته التي لا تشيخ.
وقال مودريتش بوضوح: “اللعب لميلان هو أفضل شيء بالنسبة لي في الوقت الحالي. أنا في نادٍ عريق وتاريخي وفريق يسعى دائماً للفوز”.
هذا التصريح يوضح العقلية التي جلبت مودريتش إلى ميلانو؛ إنه لم يأتِ كصفقة شرفية أو ليكون مجرد معلم للشباب، بل جاء كقائد حقيقي يهدف لمنصات التتويج. وهو ما التقطه مدربه الحالي ماسيميليانو أليجري، الذي لم يتردد في وصفه بأنه “المايسترو والقائد داخل وخارج الملعب”.
وشدد الكرواتي على رسالته قائلاً: “إنها رحلة طويلة، لكن لدي توقعات كبيرة هنا. جئت إلى ميلان من أجل الفوز، وليس لتوديع كرة القدم، بل بعقلية الانتصارات التي اعتدت عليها طوال حياتي”.

أنشيلوتي.. كلمة السر ونصيحة “الأسطورة”
لكن كيف اتخذ مودريتش قراراً بهذا الحجم، بترك النادي الذي أصبح فيه أسطورة، والانتقال إلى دوري تكتيكي وصعب مثل الدوري الإيطالي في سن الأربعين؟
كشف الكرواتي أن صوتاً مألوفاً وذا ثقل كبير ساعده على حسم أمره: كارلو أنشيلوتي. المدرب الإيطالي، الذي قاد مودريتش في ريال مدريد لتحقيق أمجاد أوروبية، وهو نفسه الذي صنع تاريخاً ذهبياً كمدرب لميلان، كان هو الجسر الذي عبر عليه لوكا من مدريد إلى ميلانو.
وأوضح مودريتش: “أنشيلوتي أخبرني أنني سأحب اللعب هنا، وكان رأيه مهمًا بالنسبة لي”.
هذا الرأي لم يكن عابراً. أنشيلوتي هو “أحد أساطير التدريب في هذا النادي”، وهو يدرك تماماً حجم الضغوط في “سان سيرو” كما يدرك قدرات مودريتش البدنية والذهنية. نصيحته كانت بمثابة الضوء الأخضر والضمان الذي أكد للكرواتي أن بيئة “الروسونيري” هي المكان المثالي لمواصلة مسيرته على أعلى مستوى، بدلاً من التقاعد الهادئ.
لم يأتِ مودريتش ليكون مجرد قطعة ديكور في مشروع ميلان لإعادة البناء. أهدافه واضحة، وطموحاته لا تزال في أوجها، مشدداً على أن المنافسة هي دافعه الأول.
“العودة إلى دوري أبطال أوروبا هي الحد الأدنى من أهدافي في ميلان، لكنني آمل في تحقيق المزيد”، قال النجم الكرواتي.
ويدرك مودريتش جيداً صعوبة المهمة في “سيريا آ”، التي استعادت الكثير من بريقها التنافسي. وعلق قائلاً: “الدوري الإيطالي صعب جدًا، المستوى مرتفع للغاية، لا تجد مباريات سهلة كهذه: يوفنتوس وإنتر ونابولي، كذلك لاتسيو وروما”. وجود لاعب بخبرة مودريتش، الفائز بالبطولة الأوروبية الكبرى عدة مرات، قد يكون هو القطعة المفقودة التي يحتاجها أليجري ليس فقط لضمان مقعد أوروبي، بل للمنافسة الفعلية على “السكوديتو”.

حلم الطفولة وذكريات “سان سيرو”
لا يقتصر ارتباط مودريتش بميلان على الحاضر المهني، بل يمتد إلى جذور عاطفية عميقة. كشف لوكا أنه كان من عشاق الروسونيري في طفولته، متأثراً بالجيل الذهبي للنادي وبالأخص بمواطنه.
وقال: “كنت مشجعًا لميلان منذ طفولتي، وبوبان (النجم الكرواتي السابق لميلان) كان قدوتي، مع أساطير مثل مالديني وكاكا وبيرلو وسيدورف”.
ويبدو أن ملعب “سان سيرو” نفسه يحمل رمزية خاصة للمايسترو الكرواتي، حيث شهد إحدى أبرز لحظاته الأوروبية. ففي عام 2016، توج مودريتش على أرضية هذا الملعب بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد بعد الفوز في النهائي على أتلتيكو مدريد.
واختتم مودريتش حديثه برسالة قوية تلخص طموحه: “ملعب سانتياجو برنابيو دائمًا ما كان مميزًا، لكن سان سيرو زاخر بالتاريخ، إنه من أعظم الملاعب. لقد حققت الفوز هنا من قبل بدوري أبطال أوروبا، ومثلما فزت بكل شيء، أريد تكرار الأمر هنا