وطنا اليوم:كشف ساسة إيطاليون أن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي منح إذنا سريا لجهاز الموساد الإسرائيلي بالتحرك في مدينة أوديني في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لتأمين بعثة إسرائيل التي تواجه إيطاليا في الجولة الثامنة بالمجموعة التاسعة من تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026.
وذهب النائب ماركو ريمالدي إلى حد وصف القرار بأنه “ليس فقط غير مسؤول سياسيا، بل إنه غير قابل للتصور على مستوى المؤسسات”.
وتكشف تقارير إعلامية إيطالية أنه “كان من الواضح منذ فترة أن المباراة في أوديني ليست مجرد حدث رياضي، ومع اقتراب موعد المباراة واندلاع احتجاجات غزة إلى جانب الاستيلاء على أسطول الحرية العالمي أصبحت المواجهة قضية استخباراتية”.
حقيقة تأمين الموساد مباراة إيطاليا وإسرائيل
وفي حال كانت معلومات الساسة الإيطاليين صحيحة فلن تكون سابقة، لأن الموساد ساهم في تأمين بعثات رياضية إسرائيلية خارج الحدود ولكن ليس بهذه الدرجة من التشديد الأمني والاستخباراتي، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تسلل عناصر من الموساد داخل حشد من مشجعي مكابي تل أبيب في مباراة أمستردام التي شهدت مواجهات بين الجماهير الهولندية والإسرائيلية، ومع ذلك لم يكن لدى الموساد تفويض بحماية اللاعبين مباشرة.
وفي أعقاب هذه المواجهات أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأجهزة الأمنية بإعداد خطة لتأمين الإسرائيليين واليهود في الأحداث الرياضية المقبلة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ولن يتوقف الأمر هنا، فالإعلام الإيطالي يكشف معلومات أن اللاعبين يقيمون في منشأة سرية للغاية حتى الانتقال إلى الملعب لخوض المباراة، وتحت مراقبة وإجراءات استثنائية على مدار الساعة حتى مغادرتهم إيطاليا.
وتسيطر حالة من الغضب على الجماهير الأوروبية، إلى جانب احتجاجات مستمرة على خلفية ما يرتكبه الاحتلال من إبادة جماعية وتجويع بحق سكان قطاع غزة.
وفي السياق، دعا ناشطون إيطاليون مناهضون لإسرائيل إلى مظاهرة حاشدة في يوم المباراة لرفع “البطاقة الحمراء ضد إسرائيل”.
وكانت مباراة المنتخبين في الجولة السابعة من التصفيات -والتي أقيمت بالمجر في 8 سبتمبر/أيلول الماضي- انتهت بفوز دراماتيكي لمنتخب “الآزوري” 5-4.
وشهدت المواجهة حادثة توتر غير متوقعة بعد نهاية اللقاء حين اندلع شجار بين جينارو غاتوزو مدرب إيطاليا وعدد من لاعبي المنتخب الإسرائيلي.
ووقتها حولت الجماهير الإيطالية والمواقف التي عبر عنها المدرب المباراة إلى أكثر من مجرد مواجهة على الملعب، لتصبح منصة رمزية للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وخلال محاولته تهدئة لاعبيه عقب المباراة انفجر غاتوزو غضبا بعدما وجّه أحد لاعبي المنتخب الإسرائيلي كلمات مسيئة، ليرد عليه صارخا “اخرس اللعنة عليك، أغلق فمك”، مما أثار تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما في ظل موقفه السابق المعلن ضد الحرب على غزة.
وقال مدرب “الآزوري” -حينها- إنه “رجل سلام، من المؤسف أن نرى المدنيين والأطفال يمرون بتلك الأمور، نحن فقط غير محظوظين بوجود إسرائيل في مجموعتنا، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكننا فعله حيال ذلك، ما نراه مؤلم، وهذا ما أستطيع قوله”.
ولم يقتصر موقف التضامن على غاتوزو، إذ كان للمشجعين الإيطاليين حضور لافت، حيث أداروا ظهورهم للملعب أثناء عزف النشيد الإسرائيلي، ورفعوا لافتات تحمل كلمة “توقفوا” بالإنجليزية، في مشهد مشابه لما فعلوه عند لقاء المنتخبين في سبتمبر/أيلول الماضي بدوري الأمم الأوروبية.
وتحتل إسرائيل المركز الثالث في المجموعة التاسعة بـ9 نقاط بفارق الأهداف عن منتخب إيطاليا الوصيف و6 نقاط عن صاحب الصدارة منتخب النرويج.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر 66 ألف شهيد وأكثر من 168 ألف مصاب، بينهم نحو 800 رياضي، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينيا، ضمنهم 150 طفلا.