من تعلّم القرآن علّمه القرآن كلَّ شيء

دقيقة واحدة ago
من تعلّم القرآن علّمه القرآن كلَّ شيء

بقلم الدكتوره هند جمال فالح الضمور رئيسة قسم الشؤون النسائية الكرك
….القرآن الكريم ليس كتاب تلاوة فحسب، ولا نصوصًا تُحفظ لتُردَّد بالألسنة، بل هو حياةٌ متكاملة، ومنهجٌ شامل، ونورٌ يهدي القلوب والعقول. قال تعالى:

> «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»
ومن رزقه الله شرف تعلّمه بتدبّرٍ وخشوع، عاش مع آياته روحًا وعقلًا، وجد فيه الجواب عن أسئلته، والدواء لأحزانه، والخارطة لطريقه في الدنيا والآخرة. فالمتعلّم الصادق يُصبح القرآن له معلّمًا في كل لحظة:
يرشده كيف يطهّر قلبه من الغلّ والحسد.
يعلمه كيف يوازن بين عمله ودينه، وبين دنياه وآخرته.
يفتح له أبواب الرحمة والعدل، ويرسم له معالم الصبر والثبات.
وليس المقصود أن القرآن يزوّد قارئه بكل تفاصيل العلوم المادية، بل يعلّمه أصول التفكير الراشد، ويغرس فيه القيم التي تضبط العلم وتوجّهه لما ينفع. من جلس بين يدي كتاب الله، بقلبٍ حاضرٍ ولسانٍ صادق، خرج من مجلسه وقد ازداد بصيرة، حتى يصبح القرآن في قلبه مرجعًا عند الفرح والحزن، وعند الشدة والرخاء.
فلنحرص أن نكون من «أهل القرآن»، أولئك الذين يتلون آياته حق تلاوتها، ويتدبرون معانيه، ويجعلونه دليلهم إلى الطمأنينة والسعادة. فالقرآن لا يخذل من صحبه بصدق، بل يعلّمه كيف يسير في دروب الحياة بعين ترى الحق، وقلبٍ يخشى الله، وعملٍ يسعى للخير.
قال عليه الصلاة والسلام
: “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه.”
فلنجعل تعلم القرآن وتدبّره رسالة عمرنا، لنفوز بعلمٍ يزكّي العقول، ونورٍ يضيء القلوب، وهدىً يقودنا إلى الجنة برحمة الله.