وطنا اليوم – عرض التلفزيون الإسرائيلي شبه الرسمي، القناة “كان 11″، يوم الثلاثاء 2 شباط/فبراير الجاري، فيلماً وثائقياً عن حافظ الأسد، ضمن سلسلة أفلام تتناول حياة عدد من الزعماء العرب، من منظور استخباراتي، وتكشف النقاب عن “قضايا وقصص لم تعرض من قبل”.
في الحلقة الرابعة من السلسلة المسماة بـ “أعداء”، يسلط الفيلم الإسرائيلي الضوء على حياة حافظ الأسد ونشأته، وعن هزيمة حزيران في 1967 ودورها في تمهيد الطريق أمامه للسيطرة على سوريا، وصراعه على السلطة ووحشيته في تصفية خصومه، وكيف اعتمد على طائفته بالحكم.
كما يقدم الفيلم أهم المحطات في حياة الأسد كحاكم مطلق لسوريا، وكيف انتهج سياسة الإرهاب داخلياً ضد معارضيه، ومشكلة أخيه رفعت، وخوضه المفاوضات، والتجهيز لتوريث أحد أبنائه، وصولاً إلى آخر أيامه، وكيف أثّر تراجع قدراته العقلية، حيث اكتشف الموساد بأنه أصيب بـ “الخرف”، في عدم إتمام التسوية السياسية بين سوريا وإسرائيل.
ويعرض الفيلم تفاصيل كثيرة وبعضاً من المواقف المثيرة التي تكشف لأول مرة، على سبيل المثال، عن مدى تغلل المخابرات الإسرائيلية في سوريا لدرجة التنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية، وعن كيفية تعامل الأسد مع رجاله المقربين منه.
وأوردت إحدى الإفادات في الفيلم أن وليد المعلم أرتجف خوفاً من حافظ الأسد وراح يبكي خلال اجتماع مع وفد أميركي.
وعنونت المحطة الإسرائيلية الفيلم بـ حافظ الأسد، (رئيس سوريا الثامن 1930-2000)، “رجل العصابة الذي سيطر على سوريا من دمشق، وتصرف بوحشية ضد خصومه”.
ووصفت قناة “كان 11” الأسد بأنه يتمتع بالذكاء ودماثة الخلق، الصادق وهادئ الطباع، بعد الهزيمة وبسبب رغبته في السيطرة على البلاد تغير مزاجه الطيب، وراح ينسج الخيوط لبناء تحالفات داخل بنية المجتمع للسيطرة على الدولة.
الفيلم يعتمد على شهادات وإفادات لقادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الموساد والاستخبارات العسكرية ومسؤولين سياسيين إسرائيليين ومن الغرب وأكاديميين مختصين، جميعهم ارتبطت مهام عملهم وسنوات خدمتهم بمتابعة الشأن السوري ومراقبة حافظ الأسد، ومنهم من التقى الأسد شخصياً وآخرون تعاملوا معه بشكل غير مباشر.
من بينهم المبعوث الأميركي الخاص من قبل إدارة بيل كلينتون للشرق الأوسط، دنيس روس، وهو منسق مفاوضات جنيف “الفاشلة” عام 2000م. الذي أعدّ خرائط ترسيم حدود الجولان وعرضها في قمة الأسد-كلينتون.
– السياسي والأكاديمي إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا.
– شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد.
– العميد (احتياط) عاموس جلبوع، رئيس كتيبة البحث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”.
– اللواء (احتياط) الدكتور أفريم لافيد رئيس سابق لقسم جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”.
– ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”.
– إيلان مزراحي، شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد.
– جاك نيريا، رئيس سابق لجناح سوريا في الموساد.
– حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد.
– يهودا بلنجا، أكاديمي ومؤرخ إسرائيلي متخصص بتاريخ الشرق الأوسط.
– روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية CIA لشؤون الشرق الأوسط.
– ياروم سويتسر، أكاديمي إسرائيلي وخبير دولي في قضايا الإرهاب.
وتعتبر الأفلام الوثائقية، التي تعرضها المحطة الإسرائيلية تحت اسم “أعداء”، سلسلة وثائقيات مثيرة تكشف أسرار بعض الزعماء العرب المؤثرين بعيون مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، مع كشف قضايا وقصص تعرض لأول مرة.
وتأتي أهمية هذه السلسلة، من اعتقاد المخابرات الإسرائيلية في أن القائد في دول الشرق الأوسط هو صاحب القرار الوحيد ومن الضروري التعرف إلى شخصيته وأعماله وأفكاره من أجل إحباط كل نواياه الهجومية.
وعرضت الحلقات الثلاث الأولى حياة ثلاثة رؤساء وقادة عرب، الأولى عن صدام حسين (رئيس العراق الخامس 1933-2006) بعنوان: “الرجل الذي أراد أن يحكم العالم وسعى لتدمير إسرائيل”. والثانية عن ياسر عرفات (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية1924-2004) بعنوان: “رجل بألف روح قاد شعبه إلى الإرهاب”. أما الثالثة فهي عن جمال عبد الناصر (رئيس مصر الثاني 1918-1970) بعنوان: “الزعيم الذي يلقي الرعب، الذي قاد إسرائيل لشن حرب حزيران 67”.
وتشمل سلسلة وثائقيات “أعداء” ست حلقات، حيث سيعرض لاحقاً، فيلمان آخران، واحد عن أنور السادات (رئيس مصر 1918-1981) “بطل الحرب المصري، الذي أظهر شجاعة وذهب نحو السلام”.
والأخير عن روح الله خميني (المرشد الأعلى لإيران 1902-1989) “الثائر الذي فرض سيطرته على إيران وحولها إلى مصدر تهديد وجودي لإسرائيل”.
رجل العصابة الذي حكم سوريا
يستعرض موقع تلفزيون سوريا بعد ترجمة الفيلم الإسرائيلي، أهم النقاط الواردة في شهادات المسؤولين والخبراء الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي “المثير”، وينشرها في جزأين منفصلين.
“عندما نتحدث عن سوريا الأسد، فإننا نتحدث عن عائلة لديها دولة وليس دولة لديها قيادة”، بهذه الكلمات بدأ الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا الحديث عن عائلة الأسد.
ويضيف بلنجا، تعتبر سوريا الأسد من الدول المصنفة على قائمة الدول التي تتاجر بالمخدرات وهي رائدة في مجال المخدرات بحسب دول الغرب وأميركا، وبرأيه يمثل هذا إثباتا على أن “العائلة الحاكمة في سوريا هي عائلة مافيا، فلا عجب في أن تتعامل مع من يقف بوجهها بوحشية”.
حافظ الأسد من مواليد 1930 في القرداحة بريف اللاذقية، الابن التاسع من أصل 11 أخا وأختا، من عائلة تمتهن الفلاحة وشديدة الفقر، في عام 1952 انتسب إلى سلاح الطيران، وفي 1970 قاد انقلاباً على رفاقه في حزب البعث وحكم سوريا 30 عاماً وورثها لابنه من بعده.
يركز الفيلم في بدايته على كيفية وصول الأسد إلى السلطة بعد صراعه مع صلاح جديد، وتنفيذه انقلاباً عسكرياً وزج الأخير بالسجن، وسيطرته على الإذاعة والأركان والحكومة، وكيف اعتمد على “العلويين” للسيطرة على الجيش وبالتالي الدولة.
عملية “أرجاز”
كشف مسؤولون في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فضيحة رفض حافظ الأسد اهتمامه بتحرير خمسة ضباط سوريين أسرتهم إسرائيل في كمين على الحدود اللبنانية، لتقايضهم بتحرير ثلاثة طيارين إسرائيليين كانوا قد وقعوا في الأسر بسوريا في وقت سابق. وقال أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في العملية “لم يهتم الأسد لأمرهم، فلم يكن من بين الأسرى أي ضابط علوي”.
في حزيران/يونيو 1972 تسللت ثلاث مجموعات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية لنصب كمين لدورية عسكرية سورية ينفذها ستة ضباط، رتبهم ما بين عقيد وعميد، وبعد محاولتين فاشلتين استطاع الجنود الإسرائيليون، بعدما قتلوا عناصر من الجندرما اللبنانية، أسر خمسة من الضباط السوريين بينما تمكن سادسهم من الفرار.
أطلق الإسرائيليون على هذه العملية اسم “أرجاز” (بالعربية تعني القفص)، وجاءت بعد وقوع طيارين وملّاح من سلاح الجو الإسرائيلي في الأسر لدى القوات السورية، وكان التلفزيون السوري قد عرض، وقتها مقاطع مصورة لها.
يشار إلى أن العملية كانت بقيادة عوزي ديان ويوني نتنياهو، والأخير شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
ويقول عوزي ديان، وهو الآن عميد احتياط (متقاعد)، كنا نظن بأننا حققنا إنجازاً عظيما منقطع النظير، ولكن تفاجأنا برفض حافظ الأسد تبديل الضباط السوريين بطيارينا.
وينقل العميد احتياط عاموس جلبوع، شهادات من أحد الضباط الأسرى، وهو العقيد نذير جراح. ويقول جلبوع: أشرفت على التحقيق مع نذير جراح لمدة ثلاث شهور لدرجة أصبحنا فيها أصدقاء، وفي إحدى المرات قص لي حادثة جرت معه في دمشق تكشف مدى سيطرة “العلويين” على الجيش السوري.
وتتمحور الحادثة حول تعرض العقيد نذير جراح وعائلته لموقف مهين في أحد مطاعم دمشق، عندما دخل عناصر من القوات التابعة لرفعت الأسد وعندما لم يجدوا طاولة فارغة، طلبوا من صاحب المطعم “بعدما نظروا إليّ وعرفوا أنني لست من الطائفة العلوية” أن يقوم بطردي وأجبروه على فعل ذلك.
وينقل جلبوع كلمات على لسان العقيد السوري، “أنا عقيد وهم صف ضباط طردوني.. حدث ذلك أمام عين زوجتي وابنتي”.
في نهاية الأمر تمت الصفقة وتبادل الطرفان الأسرى، ويقول اللواء احتياط أفريم لافيد، كانت هذه العملية نموذجاً ممتازاً لفهم شخصية حافظ الأسد وطريقته في القيادة، وما هي أولوياته ومدى عناده.
“حرب تشرين لتثبيت أركان الحكم”
في عام 1973، على الرغم من نجاح القوات السورية والمصرية في مفاجأة إسرائيل بحرب تشرين/أكتوبر، فإن سوريا لم تستعد مرتفعات الجولان التي لا تزال محتلة إلى يومنا هذا.
كما اضطر حافظ الأسد في نهاية الحرب إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974، ووصفه هو بأنه ” اتفاق مخجل”، إلا أنه استثمر نتائج الحرب التي وصفها الإعلام الرسمي، ولا يزال، بالانتصار الكبير للتفرغ لتثبيت أركان حكمه ومنع أي عمليات انقلاب ضده.
يقول المؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا، بعد حرب يوم الغفران (حرب تشرين) راح الأسد يسخّر جهوده في تثبيت قاعدة حكمه عبر إغراء مؤيديه عن طريق حزب البعث، فمن كان بعثياً سيتدرج في المناصب السياسية ويحظى بالمزايا الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول العميد عاموس جلبوع، دمشق كانت مدينة محاصرة ومحاطة بالحواجز العسكرية حولها وبين شوارعها، على مدار الساعة وطوال السنة.
ويضيف جلبوع، ولم يكن أحد يتجرأ على زعزعة مكانة الأسد لأنه سيلقى مصيره إما السجن أو القتل.. سيرسله الأسد إلى “ما وراء الشمس” كما يتداول السوريون.
ويتابع العميد الإسرائيلي، أن خط الدفاع الأول لحافظ الأسد وحامي نظامه كان أخوه رفعت ، الذي يملك قوات مسلحة بعتاد متطور ودبابات، وكانت جميع المطارات تحت إمرته لمنع تعرض القصر الرئاسي لأي عملية قصف.
ويقول روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية CIA لشؤون الشرق الأوسط: إن كل الوحدات العسكرية في سوريا تدار من قبل العلويين، وإذا كان هناك عقيد ما يريد تحريك دبابة عليه أن يحصل على موافقة من قائده المباشر العلوي بطبيعة الحال.
تغلل الموساد في سوريا
كانت سوريا تحت مجهر المخابرات الإسرائيلية، ولم تردع عملية إعدام الجاسوس يوسي كوهين في منتصف الستينيات إسرائيل من إرسال عملائها والتنصت على سوريا التي خرجت من مرحلة عدم الاستقرار وبدأت تدخل تحت نظام شمولي وحكم الفرد.
ويقول شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد، في السبعينيات توصلنا إلى نتيجة مفادها يجب أن نضع سوريا على رأس قائمة اهتمامات أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، لذا تغللنا فيها استخباراتياً وبعمق.
ويقول العميد عاموس جلبوع، أهم ما كنا نقوم به جمع المعلومات عبر عملائنا.. وكنت أحرص شخصياً على مقابلتهم ومعرفتهم والتحدث إليهم، وكثيرون منهم نالوا احترامي.
وتكشف ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”، “كنا نتنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية”.
وتقول إيزن، الأسد كان يعلم بأننا نسمع مكالماته، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نسمع النغمة التي يتحدث فيها مع الشخصيات المختلفة، هذا كان يعطينا رصيداً كبيراً لتحليل شخصيته ومعرفته أكثر.
الأسد بعيون المخابرات الإسرائيلية
يقول إيلان مزراحي، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، أهم ما يميز حافظ الأسد هو شخصيته ونظرته السياسية للأمور.
ويتابع مزراحي، ما يهمنا هو معرفة ما هي الضغوط التي تمارس عليه وما الإمكانيات التي يمتلكها، وبالتحديد ما مدى أهمية محاربة إسرائيل بالنسبة له.
ويصف المؤرخ يهودا بلنجا حافظ الأسد بالشخصية المتزنة، وبأنه هادئ وغير انفعالي، ودائم التفكير ويحسبها جيداً ،ويدرس قراراته بعناية.
ويضيف بلنجا، إلا أن الأسد صعب المراس وليس من السهل أن يثق بأحد كما أنه لا يتردد في إزالة الخصوم من طريقه أو حتى من يشك بأنه سيقف بطريقه يوماً ما.
وفي هذا السياق يقول السياسي الإسرائيلي البارز إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا، من البروفايلات التي توصلنا إلى إعدادها عبر المخابرات الإسرائيلية عن الأسد، وعن طريق أجهزة مخابرات أخرى، تفيد بأنه رجل شديد الذكاء ويمتلك سلطة القرار.
ويضيف ربينوفيتش، من السهل بالنسبة لحافظ الأسد أن يقتل أعدادا كبيرة إذا حاولوا الوقوف في وجهه.
ويذكر المسؤول الإسرائيلي حادثة اغتيال الأسد للزعيم اللبناني كمال جنبلاط بعد اجتياح لبنان، “أرسل إليه رجلين ليغتالوه ومن ثم قتلهما لكي يشتت مسار العدالة ولإخفاء الجريمة”. ويتابع ربينوفيتش حديثه مستغرباً، “وبعدها استقبل الأسد ابن المرحوم، وليد جنبلاط”.
ويقتبس ربينوفيتش ما قاله حافظ الأسد لوليد جنبلاط وقتها: “عندما أراك جالسا أمامي أتذكر المرحوم والدك كمال”، كانت كلمات الأسد رسالة ذات حدين، للترحيب والترهيب، مفادها بأنك ستلقى مصير والدك إذا وقفت بوجهي، وفقاً لتعبير المسؤول الإسرائيلي.
مجزرة حماة 1982
ارتكب حافظ الأسد مجزرة بحق عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة حماة في 2 شباط/ فبراير 1982م، من دون أن يلقى العقاب، ودمر أجزاء كبيرة من المدينة، التي ارتبط اسمها في ذاكرة السوريين بـ “مجزرة حماة”، التي كانت أفظع الفصول في سيرة حكم حافظ الأسد دموية ووحشية لإخضاع السوريين تحت حكمه.
يقول المسؤول الأميركي دنيس روس، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط في إدارة بيل كلينتون، إن حافظ الأسد لا يتورع عن فعل أي شيء لكي يحافظ على نظامه وقوته.
وعن مجزرة حماة الأليمة يقول دنيس روس، الذي يشارك بإدلاء شهادات وإفادات في الفيلم الإسرائيلي حول حياة حافظ الأسد، إن ما حدث في حماة كان في الأساس كمين نصبه الأسد للإخوان المسلمين ولكنه واصل قتل المدنيين في المدينة.
ويؤكد المسؤول الأميركي “لقد سمعنا بأنه قتل كل المدنيين في المدينة، وأشارت التقديرات إلى أن الضحايا كانوا ما بين 10 إلى 20 ألف شخص، لم يكونوا كلهم من جماعة الإخوان المسلمين”.
مجزرة سجن تدمر
لم تكن مجزرة حماة هي الأولى في سجل حافظ الأسد الدموي، فقد سبقها ارتكابه مجزرة جماعية بحق سوريين، حيث قتل مئات المعتقلين السياسيين في سجن تدمر.
وفي التفاصيل، بعد يوم من تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فاشلة على يد أحد حراسه الشخصيين في أثناء استقباله الرئيس النيجيري حسين كونتشي، في 26 يونيو/حزيران 1980، نفذ أخوه رفعت الأسد مجزرة السجن بعد اتهام جماعة الإخوان المسلمين المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
عن مجزرة سجن تدمر يقول حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد، هذه الحادثة أظهرت أن الأسد لا قيود لحدوده المطلقة، ولا خطوط حمراء تقف في وجهه، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالشؤون الداخلية، حيث كل شيء بالنسبة له ممكن ومتاح للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية.