بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
منذ صدور نظام القيادات الإدارية قبل حوالي عقد من السنوات ولغاية الآن تم تعديل هذا النظام ثلات مرات ، والحكومة تعتقد أن الناس مقتنعة بهذا النظام وبنزاهة التعيينات التي تتم بموجبة، وأن هناك ثقة شعبية باللجان المشكلة لتعيين القيادات الإدارية العليا بموجب هذا النظام مع الاحترام الشخصي لجميع اللجان، نقول لدولة رئيس الوزراء لا داعي لإحراج نفسك والحكومة في هذا النظام ، فمعظم التعيينات تكون مبرمجة ومتفق عليها قبل الإعلان على الوظيفة الشاغرة، وحتى الشروط يتم تكييفها وتفصيلها لتتفق وتنسجم مع شروط ومواصفات الشخص المنوي تعيينه، والأمثلة العملية على ذلك كثيرة ، هل يعلم دولة الرئيس أنه تم تعيين بعض القيادات الإدارية في عهد الحكومة السابقة مباشرة بدون مسابقة أو الإعلان عن الوظيفة الشاغرة ، وهل يعلم دولته أن كاتب هذا المقال قد مر بهذه التجربة وكانت نتائجها وبالا عليه، لأنه دخل المسابقة وحصل على المركز الأول ، وفي ضوء ذلك تم تحطيم مستقبله ، وتحطيم طموحه من قبل أحد الوزراء الذي يفتقد للضمير ولمخافة الله ، ولم يقف الأذى عند هذا الحد بل وصل الأذى لأطفاله ولقوت يومهم، حتى حليب طفولتهم حرموا منه، وكان السعي إلى قطع رزقهم مدى الحياة ، لمجرد أن والدهم أراد تحقيق طموحه ووثق بنظام المسابقة العتيد وبوعود الحكومات بنزاهة إجراءات التعيين للقيادات الإدارية العليا بموجب هذا النظام ، والمأساة أن مؤهلات الشخص الذي يتم تعيينه وتخصصه بعيده كل البعد عن التخصص المطلوب ، ولا ينطبق عليه حتى شرط تقديم الطلب ، عدا عن التعسف الذي يتم للقيادات الإدارية للفئات القيادية الوسطى المساندة من مدراء مديريات ومساعدين للمدراء العامين وهكذا دواليك ، حيث يتم توريثها بين الأصدقاء والواسطات ، ولذلك فإنني أنصح دولة الرئيس بأنه لا داعي لهذا النظام ، وعين ما شئت بموجب الصلاحيات المخولة لك كرئيس للحكومة ، واختار من تراه مناسبا من الكفاءات ، كما يتم اختيار الوزراء ، فإذا اختيار الوزراء يتم مباشرةً دون مسابقة ، فالأولى أن يتم اختيار القيادات العليا كذلك مباشرة، وذلك توفيراً للوقت والجهد ، وههكذا تخرج الحكومة من الحرج والتشكيك في نزاهة التعيينات ، والضرر بسمعتها وبشعبيتها، وأنت الآن تحظى بثقة شعبية مبشرة سندا لجولاتك الميدانية التي يستبشر بها المواطنون خيراً إن استطعت ترجمة نتائجها على الواقع وتحقيق متطلباتهم عمليا وليس مجرد ملاحظات على الورق، وتوجيهات للمسؤولين لتنفيذها ومتابعتها ، وبعد ذلك تذهب كما سابقاتها في طي النسيان والوعود، وختاما في الخزائن والأدراج ، حتى المسؤولين من المدراء العامين والمحافظين أصبحوا نشطاء ميدانياً اقتداء بك ، وهذه الجولات من المسؤولين الوسط سوف تنعكس سلباً على سمعة وشعبية الحكومة إذا لم تؤتي ثمارها على واقع الخدمات ، وأن لا تكون مجرد جولات إعلامية لإيصال رسالة للحكومة أنا موجود ، فهل يفعلها دولة الرئيس ، نأمل ذلك ، وثقتنا بالرئيس وطاقمه الوزاري لغاية الآن كبيرة ، وللحديث بقية