وطنا اليوم_بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
نضال البطاينة وزير العمل السابق، وأمين عام حزب إرادة السابق، ومن قبل ذلك رئيس ديوان الخدمة المدنية. هذا الرجل، وهو من أبناء العمومة، قد تكون العلاقة الشخصية بيني وبينه شبه مقطوعة، ولكنني أود أن أعبّر عن رأيي الموضوعي في شخصه.
قدمت له وللحزب الذي ينتمي إليه بعض النصائح، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر مقالاتي، بصفتي متخصصاً في العمل السياسي والحزبي وحقوق الإنسان واللامركزية. وظلمت، وكغيري من المئات وربما الآلاف من الموظفين في عهد الحكومة التي كان مشاركاً فيها، والتي ارتكبت بعض الأخطاء بحق بعض أبناء الشعب الأردني. ورغم ذلك، لا بد من كلمة حق تعبيراً عن الموضوعية التي أنتهجها في طروحاتي.
أود أن أشيد وأثمن جهوده السياسية والحزبية على مدار قرابة الثلاث سنوات، التي قضاها في بناء وتأسيس حزب إرادة. كانت البداية من نقطة الصفر، وتحمل عناء البناء والتأسيس. تنقل بين الأحياء السكنية، والقرى والبوادي والمخيمات، وفي المدن والمحافظات، ولم يترك مساحة جغرافية في المملكة الأردنية الهاشمية إلا وناقش فيها فكرة نشر الثقافة الحزبية الجديدة.
لم يعرف الكلل أو الملل أو التعب، بل كانت لديه طاقة إيجابية غير مألوفة للعمل على مدار الساعة، إيماناً منه بأهمية خدمة وبناء الوطن. تلبية للتوجيهات الملكية الهاشمية السامية بضرورة التحول نحو ترسيخ وتجذير الحياة الحزبية، ساهم بشكل كبير في تعزيز وتنشيط الحياة الحزبية وخلق جو كبير من المنافسة بين الأحزاب.
كان هو وزملاؤه في الحزب من المحفزين والدافعين للأحزاب الأخرى على النهوض والانتشار في كافة أرجاء الوطن لاستقطاب الشباب والأعضاء من مختلف الأجناس والأعمار للانضمام للأحزاب السياسية. وكان أول حزب يسجل رسمياً ويحصل على الترخيص بموجب القانون الجديد للأحزاب، بحصصه الصوتية وشرحاته.
صعد الجبال الشاهقة، وتجاوز التحديات والعقبات التي واجهته، وكشخص وكحزب، تغلب على الشائعات التي طالته شخصياً وعائلته الكريمة. حاولت تلك الشائعات النيل من سمعته وعزيمته العالية بهدف إبعاده عن مشروعه السياسي والحزبي. لكن الإصرار والعزيمة منه ومن زملائه في الحزب استطاعوا التغلب على كل العقبات والتحديات، وتجاوز الشائعات.
والآن، بعد أن وصل الحزب إلى نقطة الاستقرار السياسي والحزبي في القمة، طلب وفق الإجراءات القانونية الناظمة لعمل الحزب، أن يفسح المجال لقيادات حزبية من داخل الحزب عبر الانتخابات الديمقراطية الداخلية لتكمل المشوار. وهذا يعكس الزهد في الكرسي، حيث يؤمن معالي أبو فيصل أن المياه الراكدة آسنة، ولذلك لا بد للمياه أن تستمر بالجريان لتبقى نقية.
لا أحد يستطيع إنكار جهوده بالتكامل والتضامن مع زملائه في وضع الحزب على السكة الصحيحة. وختاماً، لا ننكر أن معاليه اجتهد في بعض الأمور ولم يكن موفقاً فيها وله أجر، بينما اجتهد في أمور أخرى ونجح فيها ونال أجرين. متمنياً له التوفيق في قادم الأيام، وللحديث بقية.