د. عطا ابو الحاج يكتب .. إسرائيل تدمي قلب بيروت للمرة الثالثة

11 أكتوبر 2024
د. عطا ابو الحاج يكتب .. إسرائيل تدمي قلب بيروت للمرة الثالثة

كتب د. عطا ابو الحاج:

هذه المرة لم تستهدف الغارات الإسرائيلية معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل طالت حيين سكنيين بمنطقة النويري والبسطا في قلب العاصمة اللبنانية، وأدمتهما.

فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء بيروت، إثر الغارتين المتزامتين اللتين وقعتا مساء أمس الخميس، وأسفرتا عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.

وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشدّدا في المكان، فيما أفادت مصادر مطلعة بأن المستهدف كان وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله، إلا أنه نجا، حسب ما نقلت رويترز.

فيما أعلن حزب الله أنه سيلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا، اليوم الجمعة، “في ضوء التطورات الحالية”.
والى متى سيظل هذا الدمار وسفك الدماء المتوافق عليه أمريكيا واسرائيليا بغض النظر عن التلاعب في الكلمات وتكويعها بل الضوء الأخضر المعطى لإسرائيل لم يخفت .
حيث بات هذا الدمار مشهدا يوميا وٱلةةالقتل والتدمير وارتكاب المجازر مستمرة ولم يبق هناك خطوط حمر.
واثبت النظام الدولي الرسمي فشله الذريع في وقفه وفي حقن الدماء وحماية المدنيين الأبرياء وتهجر سكانه بل وفقدت الثقة والهيبة لمؤسساساته واضحى هذا العالم يرزح تحت نير شريعة الغاب ونحن في القرن الواحد العشرين الذي عادت إليه غريزة الإنسان الأول والعصور الوسطى الذين قدموا من ايدلوجيات لا تقبل الآخر بل تقصيه وتهمشه وتثير فيه الهلع والخوف.
يبدو ملامح شرق أوسط جديد يطل برأسه علينا كما بشرت له كوندليزا رايس وثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر ويتحالف معه أرباب المصالح المتقاطعة وكهنة مواخير السياسة حيث بات المشهد واضحا ولا ينتطح حوله عنزان.
من المؤكد أن المنطقة ستدخل في حالة لم تشهدها سابقا وهذه استراتيجية وليست تكتيك يسعى لها اساطين السياسة العالمية دون الإلتفات إلى نتائجها المدمرة والتي يستاء منها غالبية من لا حول ولا قوة لهم بذلك وأية تبريرات أخرى لا جدوى لها فالتبرير طريق الكذب واسرائيل منبرية في حماية وجودها وتخلق له الأعذار هنا وهناك وتنخرط في الفعل ورداته وتندغم في تتبعه كيف لا وهي وترسانتها الاستخبارية تفوق الوصف ولديها العملاء على الأرض ناهيك عن التكنولوجيا التي تسمح لها باختراق الأبواب والآفاق الموصدة تحت الأرض وفوقها وهذه من المسائل الخطيرة ولم تعد التعبئة والحشد الجماهيري من قبل الشعبويين وعقلهم عقل لغة لا عقل برهان يحمي أو يذري فالكل مكشوف