بالدموع .. عراقية تروي تفاصيل كارثة حريق الحمدانية

27 سبتمبر 2023
بالدموع .. عراقية تروي تفاصيل كارثة حريق الحمدانية

وطنا اليوم:من رقص إلى هرولة وهروب إلى خارج قاعة الزفاف ومن فرح إلى ترح، ومن سعادة إلى دموع وحسرة، هذه خلاصة مشاهد مفجعة عقب حريق اندلع بقاعة للأعراس في محافظة نينوى في شمالي العراق، الثلاثاء.
وما بين الموت والإصابات، كان مصير المدعوين، وتحولت أثوابهم المزركشة إلى أثواب مهترئة محترقة، أمام ألم اندثر في زوايا القاعة التي باتت أركانها شاهدة على حجم المأساة والدمار، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة العشرات بجروح.

ألعاب نارية
ألعاب نارية ومواد بناء “شديدة الاشتعال” تقف خلف الحريق الذي التهم قاعة “العرس” ، وبعد أن بدأ العروسان بالرقص ، وتجمع مئات المدعوين حولهما ، كانت الفاجعة بالمرصاد، وانسكبت الآهات من كل حدب وصدب في بلدة قرقوش الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية.
ومن شعلة هادئة، إلى نيران تسيطر على المشهد، وسط صراخ وهروب، ونساء يهرعن إلى أطفالهن، للهروب بهم بعيدا عن الموت المحدق بهم، دون اكتراث للحرائق المشتعلة في القاعة، ورجال توزعوا في أركان المكان، يلوذون بأرواحهم التي باتت تتنفس الحياة عنوة.

شاهدة عيان
ومن بين الجرحى رانيا وعد التي تبلغ من العمر 17 عاماً، كانت شاهدة على “زفاف متحول إلى مأتم” ، وقد أصيبت بحرق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.
وقالت الشابة واصفة ما جرى” إن العروسين كانا يرقصان…حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كل القاعة”.
وأشارت رانيا إلى أنها تعرضت للاختناق ولم تر شيئاً، مضيفة أن الحاضرين لم يعلموا كيف السبيل إلى الخروج ، بعد أن حاصرت النيران المكان.
ولفتت إلى أن عدد المدعوين كبير جدا، وأن المشاهد يصعب وصفها.
وقُتل مئة شخص على الأقل وأصيب عشرات بجروح في الحريق، بحسب ما أعلنت السلطات العراقية الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني العراقي العميد جودت عبد الرحمن من جهته، إن من بين الضحايا “رجالا ونساء وأطفالا”.
وأعلن محافظ نينوى نجم الجبوري من جهتها، الحداد لمدة أسبوع على أرواح الضحايا، في الوقت الذي صرحت فيه مديرية الدفاع المدني العراقي أن معلومات أولية تشير إلى أن سبب الحريق هو استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف،ما أدى إلى إشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، وبعدها انتشر الحريق بسرعة كبيرة.
وقال في بيان أن القاعة “مغلفة بألواح الإيكوبوند” وهي مادة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك وسريعة الاشتعال.
وأكد أن استخدام هذه الألواح في البناء “مخالف لتعلميات السلامة المنصوص عليها في الأنظمة والقوانين في البلاد.

انبعاثات غازية
“وأدى الحريق إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران”، وفق الدفاع المدني العراقي، الذي أكد أن ما زاد من وطأة الكارثة، الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن أن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن “مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف”.
ولفت إلى أن معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى ما فاقم من عدد الضحايا والمصابين.
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة يتحدث سكانها لهجة حديثة من الآرامية، وزارها البابا فرنسيس في آذار/مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.

حداد في العراق
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لاحقا الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، على ضحايا حريق الحمدانية.
من جهته، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، ضرورة فتح تحقيق بحادثة الحمدانية.
وأصدرت وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، أوامر قبض بحق أربعة أشخاص من أصحاب قاعد الأعراس في الحمدانية بمحافظة نينوى، التي شهدت حريق خلف مئات القتلى والجرحى.
وأمر وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة مدير استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى لمتابعة مجريات حادث الحريق