تفاصيل اللحظات الاولى لزلزال المغرب غياب الاعلام إشاعات وذهول

9 سبتمبر 2023
تفاصيل اللحظات الاولى لزلزال المغرب غياب الاعلام إشاعات وذهول

 

وطنا اليوم – اكدت السلطات المختصة في المغرب أن الزلزال ضرب على الساعة 11 ليلا و11 دقيقة وثانية بالتوقيت المغربي المحلي (الواحدة فجرا و11 دقيقة وثانية بتوقيت مكة المكرمة). ومع الزلازل، الثانية الواحدة قد تحمل كل الفرق.

بعد الثواني الأولى لحدوث الزلزال، بدأت بعض الأسر تخرج من بيوتها على استحياء، وهي تتساءل في حيرة هل الأمر يتعلق بهزة أرضية، أم بدوار، أم بمشكل خاص بالمنزل. وبمجرد ما تيقن الجميع أن الأمر يتعلق بزلزال خرجوا إلى شوارع المدن والأزقة، وقضوا الليلة إما أمام منازلهم، أو داخل.

دقائق بعد حدوث الزلزال، تحول الناس إلى القنوات الفضائية المحلية الرسمية لمعرفة أي معلومات عن الزلزال، فاكتشفوا أن قناتين تواصلان بث برامجهما العادية، وبينها سهرة غنائية، فيما قناة “ميدي1 تي في” بثت عاجلا على شاشتها يفيد بوقوع زلزال ضرب عدة مدن مغربية. قبل أن تتناول -لاحقا- الحدث المؤلم بتغطية شاملة.

تعطش الناس للمعلومات جعلهم يتوجهون منذ الدقائق الأولى لمواقع التواصل الاجتماعي للحصول عليها، وبخاصة فيسبوك الذي يعتبر المنصة الأكثر استخداما من طرف المغاربة. كما لجأ آخرون إلى مجموعات منصة التواصل واتساب، وسرعان ما بدأ الناس يتداولون صورا ومقاطع فيديو يزعمون أنها من عدة مدن، تظهر انهيارا لبعض المنازل، وتتحدث عن وقوع ضحايا.

ومن ضمن الإشاعات التي انتشرت بسرعة تحذير “خبراء” من أن الزلزال سيضرب مرة أخرى بعد منتصف الليل بنصف ساعة، فيما نقلت صفحات التواصل الاجتماعي عن “خبراء” آخرين أن الزلزال سيضرب مجددا على الساعة الثالثة فجرا.

رواج مثل هذه الإشاعات الكاذبة، وصور ومقاطع فيديو غير موثقة، خلق حالة من الهلع في صفوف المواطنين، الذين فضلوا قضاء الليل خارج المنازل، بدلا من المغامرة والدخول إلى بيوتهم للنوم. ففي مثل هذه اللحظات، يصبح البيت الذي كان دائما رمزا للأمن والأمان، خصما غريبا تخشى أن ينقض عليك في أي لحظة.

وما زاد من حدة القلق، خاصة خلال الدقائق الأولى، تأثر شبكات الاتصال بما جرى، إذ تعذر على كثيرين التواصل مع عائلاتهم لطمأنتهم وللاطمئنان عليهم. وبذل الآباء جهدا كبيرا لطمأنة أطفالهم المرعوبين، وخاصة المراهقين الذين التصقوا إلى شاشات هواتفهم يتابعون أحداث أنباء الزلزال التي اختلط فيها الصحيح بالمفبرك.

ومنح مرور دوريات الأمن ورجال الدرك بالشوارع والأحياء بعض الثقة للعائلات التي وجدت نفسها “تتسكع” في الشوارع فجرا، فيما تعززت تلك الثقة بالنسبة لآخرين بتجمع الجيران أمام أبواب المنازل وشروعهم في تأمل جماعي للعبر المستخلصة من الزلزال وقرب الموت من الإنسان، غير أن ذلك لم يمنعهم من الضحك والسخرية من تصرفاتهم الغريبة بعيد حدوث الزلزال.