وطنا اليوم: رعى النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان، العين سمير الرفاعي، في جامعة اليرموك، اليوم الأربعاء، حفل إشهار كتاب بعنوان: “علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944-1963″، الصادر عن كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية.
وقال الرفاعي، خلال الحفل الذي حضرته رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتورة رويدا المعايطة ورئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، إن ما تركه الراحل هو إرث يتمثل بالخدمة العامة في سبيل الأردن الغالي والقيادة الهاشمية، مبينا أن هذا الكتاب الصادر عن جامعة اليرموك يتناول الرعيل الأول من رجال ونساء الأردن الذين قدموا كل ما لديهم لنكون نحن اليوم في هذا الحمى، نحتفل بمئوية جديدة بنيت بسواعد أبناء الأردن، وعليه بات لزاما على كل واحد منا البناء على هذه المنجزات.
وأكد أن رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في المئوية الجديدة تشدد على أن الحياة العامة قوامها الأحزاب البرامجية وعلى أساسها يتم انتخاب المجالس البرلمانية المقبلة، بحيث يصار إلى تشكيل الحكومات الأردنية على هذا الأساس.
وأضاف الرفاعي أن التطلعات المستقبلية للأردن عمادها دور فاعل للشباب في صياغة المشهد الوطني من خلال إدارتهم وتوليهم لمختلف المواقع القيادية في الدولة الأردنية من خلال هذه الأحزاب البرامجية.
بدوره، قال مساد إن أهمية حفل الإشهار هذا تأتي من أهمية الكتاب، لتناوله فترة مهمة من تاريخ الدولة الأردنية، تمتد من أربعينيات وحتى ستينيات القرن الماضي، والتي تزامنت مع أحداث سياسية شكلت علامة فارقة في العلاقات الخارجية للأردن مع الدول العربية المجاورة ودول العالم الأخرى.
وأشار مساد إلى أن هذا الكتاب اعتمد على عدد من الدراسات التي تمكّن من خلالها المؤلفون، من رصد فترة مليئة بأحداث ومتغيرات سريعة تناولت علاقات الأردن الخارجية مع الدول المجاورة والدول الخارجية، في فترة حكومات سمير الرفاعي، معتمدين على عدد متنوع من الوثائق العربية والمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ الأردن الحديث، إضافة إلى عدد كبير من الوثائق والتقارير البريطانية، حيث استطاع المؤلفون رسم صورة واضحة المعالم للدور الكبير الذي قام به سمير الرفاعي في إثراء علاقات الأردن الخارجية أثناء تشكيله الحكومات التي عاصرت فترات حساسة من تاريخ الأردن الحديث.
وأوضح شاغل “كرسي سمير الرفاعي”، الدكتور محمد عناقرة، أن تأسيس كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية عام 1998، جاء لتحقيق أهداف سامية منها إحياء التراث وبث روح الانتماء والولاء الوطني، وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالأردن منذ نشأة الإمارة وحتى الوقت الحالي.
وأكد عناقرة أن إصدار هذا الكتاب جاء ليتناول جانبا مهما من المحطات المضيئة لرئيس الوزراء سمير طالب الرفاعي، بمشاركة فريق من الباحثين المختصين في الكتابة التاريخية، إذ يطلعنا الكتاب على علاقات الأردن الخارجية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
وتخلل حفل الإشهار جلسة ترأسها نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، شارك فيها كل من أستاذة التاريخ الدكتورة هند أبو الشعر، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور نظام بركات، وعميد شؤون الطلبة في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتورة ضلال عويس.
وقال الرواشدة إن هذا الكتاب يضع صورة واقعية للمرحوم سمير الرفاعي، الذي شكل علامة فارقة في الحياة السياسية الأردنية والعربية.
ورأى الرواشدة أن السياسة الداخلية والخارجية التي اتبعها سمير الرفاعي في حكوماته، اتسمت بما يمكن تسميته بـ “السياسة الواقعية العقلانية” مع كل المتغيرات والظروف، وشكل حالة فريدة في الواقع السياسي الأردني، لقدرته على الموازنة بين الظروف والضغوط الخارجية وقوة الخصوم وبين متطلبات الحفاظ على الاستقرار والأمن ومصالح المملكة.
من جهتها، أوضحت أبو الشعر أن الكتاب يتحدث عن شخصية قادت الوطن طوال عقدين في حقل الغام حقيقي، واستوعب ما جرته النكبة من نتائج لا مثيل لها باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وبداية ما عرف باسم اللاجئين من أهالي فلسطين، والانتقال بالمملكة الحديثة إلى مرحلة وحدة الضفتين وما ترتب عليها من نتائج دستورية وقانونية ومؤسسية، جعلت الوزارة تتكيف بتعيين وزير للاجئين ومن بعده للاجئين والإنشاء والتعمير.
بركات من جانبه، أكد أن تاريخ الأردن السياسي عانى من نقص واضح في الدراسات العلمية التي تتناول جوانب مهمة من تاريخ الدولة الأردنية، مما يستدعي إعادة النظر في كتابة هذا التاريخ لاكتشاف الحقائق.
وأشار إلى أن هذا الكتاب يمثل جهدا علميا مميزا من باحثين قدموا دراسة علمية عن حقبة مهمة من تاريخ الأردن السياسي تمثلت في الفترة من عام 1944 إلى 1963 من خلال دراسة علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي.
وقالت عويس إن الكتاب يتوقف عند الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ الأردن والأحداث والتحالفات التي ساهمت في تشكيل علامة فارقة في بناء الدولة الأردنية.
ورأت عويس أن مؤلفي الكتاب اعتمدوا على منهجين، الأول تاريخي وصفي من خلال جمع المادة من مصادرها الأصيلة، والثاني تحليلي لتفسير الوقائع والأحداث، معتبرة أن استثنائية الكتاب تأتي باعتماده على مصادر أصيلة كالوثائق الهاشمية “أوراق الملك المؤسس”، ووثائق محاضر المشاورات الخاصة بالوحدة العربية والكتاب الأبيض، وكتب المذكرات، والعديد من الدراسات الأجنبية التي تناولت معلومات ووثائق تتحدث عن شكل العلاقات العربية والدولية.
يذكر أنه قام على تأليف هذا الكتاب مجموعة من الباحثين هم الدكتور عودة الشرعة والدكتور إيهاب زاهر ومحمد بني عيسى وهلا الردايدة، فيما تولى شاغل الكرسي الدكتور محمد العناقرة تحرير الكتاب والإشراف عليه.