وطنا اليوم – خاص- يدل المشهد على الساحة الاردنية أن سياسيين ووزراء وخبراء أصبحوا أكثر جراءة في التأشير علنا على المشكلات التي تشهدها الساحة الاردنية داخلياً وخارجياً مما يُلمّح الى ان الحديث في التعاطي مع ارتباك المشهد الاردني اصبح اكثر صراحة.
حيث شهد المتابع الاردني خلال الاسبوعين الماضيين احاديث نشرتها وطنا اليوم وردت على لسان اربع شخصيات تحدثت بشكل متسلسل على نحو متقارب ، حيث نائب رئيس الوزراء الاسبق ممدوح العبادي الذي لايزال يُصرعلى تسليح الشارع، اعقبه في حديثه رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري في مقال حمل العنوان موارد الامة ودولها الوطنية، ثم وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة والذي خرج بحديث ضمن سياق حديث العبادي طبعا بحكم المدرسة الواحدة ، بعدهم جاء حديث رئيس الوزراء الاسبق علي ابوالراغب وتمثل حديثه في اطار تسليح الشارع ايضاً وانتقاد مسارات حل الدولة وحل الدولتين ، ليبقى السؤال الاعمق لماذا الحديث جاء على لسان هذه الشخصيات ؟ ولماذا الان ؟ ولماذا هذه العناوين ؟ وما الرابط بين كل ما ورد من حديث لشخصيات تعتبر رسميا من العيار الثقيل؟.
قد تكمن الاجابة حول التساؤلات السابقة في أن الشارع يجري اعداده وتهيئته لملف يبدو أن الحديث فيه عاد للتداول في الصالونات السياسية وهو ملف حل المسألة الفلسطينية، ضمن سؤال يبقى او اريد له ان يبقى مميع أومبهم وهو على حساب من ؟
هنا ثمة رسالة كان ينبغي لها ان تصل الى حكومة اليمين الاسرائيلية مفادها ان الشارع اذا انفلت من خارج سياقات الترتيبات الرسمية قد يتسلح لان العداء الشعبي تجاه إسرائيل لايزال موجودً، رسالة يبدو انها جاءت في اعقاب تصعيد حكومة اليمين الاسرائيلية ويبدو اكثر ان اطراف اليمين الاسرائيلي قد التقطتها جيداً، الامر الذي يترك الاسرائيليين امام خيارات اما التعامل الرسمي ضمن مسارات المبادرات الدولية مع احترام اتفاقية وادي عربة، او مواجه عداء الشارع الاردني المحتقن تجاه التصرفات الاسرائيلية.
وترى وطنا اليوم ، ان التزامن والتناغم في حديث اربع شخصيات تعتبر من العيار الثقيل يوحي برتابة المشهد والانسياق نحو ترتيبات اقليمية جديدة راس الحربة فيها الاردن ، إلا ان هذه الاحاديث جاءت في محاولة تفسير المشهد اكثر للاسرائيلين وشرح مضامين العلاقة الاردنية الشعبية والرسمية للاسرائيلين في حال بقيت تصرفات اليمين الاسرائيلي تتعنت في مواجهة غير محسوبة التكاليف على الجانبين الاردني و الإسرائيلي .
هذه رسالة الخارج الا ان رسالة الداخل التي وردت على لسان الرباعي المصري والعبادي والحباشنة وابو الراغب والتي اصبحت اكثر جراءة واكثر تحرشاً بالحكومة ، ترى وطنا اليوم انها لا تندرج في اطار المناكفة هذه المرة بقدر ما تندرج في اطار التحذير من مسألة الترقيع التي تجري على يد الكبينة الحكومية والتي يبدو ان الرباعي استشعر مدى اخفاقها في بعض الملفات وضرورة استخدام اوراق القوة الاردنية داخلياً وبشكل اكثر إلحاحاً ايضاً خارجياً .