وطنا اليوم:أكد ولي العهد السعودي، رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة العربية السعودية تريد بناء حضارة جديدة للغد، وأن تحذو الدول الأخرى حذوها في فعل مثل ذلك؛ ليصبح كوكب الأرض أفضل؛ وذلك خلال حديثه عن مشروع “نيوم” ومدينة “ذا لاين”.
وعرضت قناة “ديسكفري” العالمية، فيلمًا وثائقيًّا عن مدينة الأحلام “ذا لاين” في “نيوم”، وتَضَمّن الفيلم الوثائقي مقابلة مع الأمير محمد بن سلمان، ليكشف أبرز تفاصيل المشروع الحلم، الذي يُعد من أكبر وأعظم المشروعات في القرن الحادي والعشرين، إلى جانب بعض مسؤولي “ذا لاين”.
دوافع تأسيس “ذا لاين”
وأوضح الأمير الشاب -في المقابلة- دوافع وأسباب تأسيس مدينة جديدة؛ إذ قال: “سيقفز عدد سكان السعودية من 33 مليون حاليًا إلى ما بين 50 إلى 55 مليون نسمة بحلول 2030؛ مما يعني أننا بحلول 2030 سنصل إلى السعة الكاملة للبنية التحتية في السعودية.. وهذا يضعنا أمام تحدٍّ في غاية الأهمية؛ وهو أننا بحاجة إلى بناء مدينة جديدة”.
وأعرب ولي العهد عن ثقته في قدرة المملكة على إنجاز مشاريعها الضخمة، وإسكات المتشائمين والمنتقدين؛ إذ ذكر: “يقولون عن كثير من المشاريع التي تحدث في السعودية أنها غير ممكنة، وأنها طموح مفرط، وسيستمرون في قول ذلك، وسنستمر في إثبات خطئهم”.
فلسفة “ذا لاين”
وأسهب ولي العهد شارحًا الفلسفة التي تقف خلف تأسيس وتصميم “ذا لاين”، ولماذا هي مدينة خطية؛ حيث يعود الأمير إلى بدايات التفكير في المشروع، فيقول: “بما أن لدينا مساحة فارغة، ونريد إقامة مكان لـ10 ملايين شخص؛ إذن لنفكر من الصفر.. أخذنا في مناقشة الكثير من الأفكار، ومن بينها لماذا لا نبني دائرة ونبدأ في وصلها بالحركة والمركبات والقطارات وما إلى ذلك، ثم نبدأ ببنائها على مراحل حتى تكتمل لـ10 ملايين شخص”.
ويضيف: “بعد أن قمنا بعصف ذهني وعملنا مع فريق؛ أجرينا منافسة بين أفضل المصممين في العالم، وجميعهم قدّموا لنا مدنًا مبنية على الأساليب الحالية؛ لكن بحلول أفضل، باستثناء واحد فقط تبنى هذه الفكرة وقال: لنحولها من دائرة إلى خط”.
ويشير ولي العهد إلى أنه من عند هذه النقطة بدأت الفكرة، وهي تحويل المدينة من دائرة إلى خط، لتخرج “ذا لاين” إلى النور، وهنا يقول: “استمررنا في دراستها، وعندما قدّمنا ذا لاين كان عرضها حوالى 2 كيلومتر فقط، ومشكلتي هي أن فكرة البنية التحتية جيدة، لكن عندما تتعمق داخلها بعرض 2 كم فإنك لن تشعر بها، فأخبرت الفريق ماذا لو أخذنا تلك المساحة، وجعلناها مزدوجة على امتداد الخط كله، هل هذا سينجح أم سيكون ضخمًا؟”.
وعبّر ولي العهد عن أهمية الفن في التصميم؛ لافتًا إلى أن الهندسة والتصميم بدون فن لا يكفيان، وأن أي مدينة لا بد أن تكون قطعة فنية؛ مشيرًا إلى أن “ذا لاين” تُبنى من الصفر لتقدم حلول جديدة واستثنائية.
وأوجز الأمير الشاب “نيوم”، في أنها مشروع يجني المال، ويستوعب الطلب المتوقع في السعودية، كما أنه مشروع يخلق طريقة جديدة في بناء المدن، وطريقة جديدة للعيش والحياة.
“سننافس ميامي”
وأبدى الأمير محمد بن سلمان ثقته في أن “نيوم” ستُشعر سكانها بالحماس للذهاب إلى العمل والاستمتاع؛ وذلك لأن أماكن الترفيه ستكون مجاورة لأماكن العمل، وضرَب المثل بمدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، قائلًا: “عندما تخرج من مكتبك في ميامي تجد نفسك وكأنك في عطلة، تجد نفسك على الفور إلى جوار الترفيه، والثقافة، والرياضة، والمحلات؛ ولذلك فإن كل يوم في نيوم سيُشعرك بالحماس للذهاب إلى العمل والاستمتاع؛ لذلك نحن ننافس ميامي في هذا المجال”.
صناعة حضارة جديدة
وعبّر ولي العهد عن طموح المملكة في بناء حضارة جديدة للغد، وأن تكون المثل والقدوة لتشجيع الدول الأخرى على الاستمرار في فعل المثل؛ ليصبح كوكب الأرض أفضل.
وترك ولي العهد في ختام حديثه لسكان “نيوم” الذين سيأتون من بقاع العالم المختلفة، مسألة تحديد ماهيتها وشكلها؛ إذ قال: “عندما نجمع كل قطع الأحجية لن نعرف ما الحصيلة.. هذا يعود إلى إبداع سكان نيوم الذين سيأتون من كل أنحاء العالم. أعدكم بأنها ستكون شيئًا جديدًا ومبدعًا.. لكن ما هي بالضبط؟ هذا غير معلوم.. سوف نرى بأنفسنا”.