وطنا اليوم:دافعت المحامية والحقوقية الأردنية هالة عاهد عن نفسها بعد تعرضها لانتقادات لاذعة إثر دعوتها لـ “تعلّم النسويّة ومبادئها” عبر سلسلة جلسات للسيدات في الأردن تبدا السبت وتستمر حتى الخميس المقبل، بتيسير منها.
وقوبلت الدعوة بانتقادات حادة وعلى نطاق واسع، من قبل مغردين انتقدوا فكرة تعليم مبادئ النسويّة، معتبرين أن النسوية قائمة على “الشذوذ والإلحاد”.
واتهمت عاهد بتأييد النسوية الغربية ومحاولة تشويه الإسلام والتعدي على النصوص القرآنية، وما ساعد ذلك آراء عاهد التي تطالب بإعادة تفسير بعض النصوص القرآنية لتكون متوازية مع الزمان والظروف الحالية.
بدورها استهجنت عاهد وصول الانتقادات حد التكفير والإخراج من ملة الإسلام، بالرغم من أنها محجبة وتؤمن بالله .
وأكدت أنّها لا تتفق مع النسوية الغربية، وأنّ مسألة مطلبها بإعادة تفسير بعض النصوص القرآنية يأتي من باب تغيّر الزمان والظروف، وهو متفق عليه بين علماء المسلمين، بأنّ العديد من الأحكام ليست ثابتة، وأنها قابلة للاجتهاد بناء على الزمان والمكان والظروف والبيئة المحيطة.
وتقول عاهد إنّ “الهجوم عليها”، بلغ مكانة سيئة جداً كالكذب والتلفيق، كإدّعاء عدد من رواد موقع التويتر مثلاً، بأنّها كانت المحامية المدافعة عن قاتل الطفلة نيبال في محافظة الزرقاء عام 2019، بالرغم من عدم صحة ذلك.
وأوضحت أنها تحدثت حينها عن سوء تعاطي بعض وسائل الإعلام مع قضية القاتل الحدث، وأنّ قانون الأحداث لا يحكم عليه بالإعدام، فضلا عن المسؤولية التي حملتها لسوء برامج إعادة التأهيل ودمج الأحداث الجانحين، لأن قاتل الطفلة كان من الأحداث ذوي الأسبقيات، ومن المفترض أنه خضع لبعض برامج التأهيل، ورغم ذلك خرج وارتكب جريمة قتل واعتداء على طفلة.
وأشارت إلى أن ما تعرضت له يخدم جهتين، الأولى بعض الجماعات التكفيرية التي ترفض اندماج المرأة في المجتمع والعمل، ولا تتقبل آرائها وتفضل إسكاتها وقمعها، والأخرى تلك الجهات التي تنتقد إجراءاتها في الدفاع عن حقوق بعض الفئات بالأردن.
وأشارت إلى أنّ الدفاع عن الحقوق والحريات له ضريبة، حيث كانت موجودة في العديد من الملفات الحقوقية على صعيد الإنسان والعمال والنقابات والحراكات.
ونفت عاهد حصولها على أي تمويلات خارجية، مؤكدة أنها لا تعمل مع جمعيات أو منظمات، وجل دخلها يعتمد على عملها في المحاماة، وبعض الاعمال التطوعية.
وكان قال مغردون إن هالة عاهد دافعت عن مغتصب طفلة قائلين، “طفلة في عمر الـ4 سنوات يخطفها فتى بعمر 17 عاما، يغتصبها ثم يقتلها ثم يدفنها، إذ بتتذكرو القصة، فاتذكروا أن من دافع عن القاتل وحقوقه بكونه حدث هي السيدة الجليلة هالة عاهد”.
ووصف معترضون على الندوات بأنها “النسوية المتأسلمة”، نظراً لارتداء عاهد الحجاب، معتبرين أنها “تحاول تغليف أفكار النسوية في إطار إسلامي”، وفق تعبيرهم.
وامتدت الانتقادات لعاهد إلى حد وصفها أيضاً بـ “عميلة منظمات التمويل الأجنبي”، مع الدعوة إلى محاكمتها وسحب الجنسية الأردنية منها