وطنا اليوم – صدر حديثاً كتاب “ثق بي أنا عربي” Trust Me, I’m an Arab، باللغه الإنجليزية، لمؤلفه عمر بدور. الكتاب باكورة أعماله في مجال التأليف، يستعرض من خلاله خبراته العملية للراغبين في الغرب لبناء شراكات عمل وتجارة مع العالم العربي، محاولاً أن يقدم الكثير من الإرشادات والنصائح والمشورة لرجال الأعمال والشركات الغربية، والتي يعتبرها البدور بمثابة “قواعد غير مكتوبة” لممارسة الأعمال التجارية في العالم العربي.
يقدم البدور إرشاداته ونصائحه بإسلوب سلس وبسيط كشخص عربي يعيش في الغرب ولديه رؤية إطلاع على ثقافتين مختلفتين كونه يتعامل مع العرب والغربيين. خبرات البدور المتراكمة التي إكتسبها وتمخضت في إصدار هذا الكتاب، جاءت من خلال ترأوسه لـ “مؤسسة لندن العربية”، التي قدمت ولاتزال العديد من الفعاليات والإنجازات مثل “جائزة المرأة العربية السنوية” في لندن، بالشراكة مع مؤسسات ومنظمات حكومية بريطانية ومنظمات مجتمع مدني وجامعات بريطانية. بالإضافة إلى إصدارها “صحيفة لندن العربية” التي تُعنى بموضوعات تهم الجالية العربية في المملكة المتحدة، ويرأس البدور رئاسة تحريرها، وكذلك “أسبوع الفن والموضة العرب” السنوي في لندن. جميعها تركز على تنمية العلاقات الثقافية بين دول العالم العربي وبريطانيا، وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعب البريطاني والشعوب العربية.
يتسم إسلوب البدور في الكتابة بطريقة سلسلة وبسيطة ومباشرة ويلجأ أحيلناً إلى “النقد بطريقة لاذعة” تجعل القاريء يحس بأنه يتعامل مع صديق لديه المعلومات والخبرة بهذا المجال، وتجذبه لمواصلة القراءة.
يستخدم البدور الانفوغراف كوسيلة لإيصال الفكرة للقارىء لشرح المصطلحات والمفاهيم لكلا الجانبين الغربي والعربي بطريقة سلسلة ومباشره بعيدة عن التكلّف. ومع أنه يلجأ لإستخدام الانفوغراف وتطويعه لفهم وتقريب المصطلحات لإيصال الفكرة، إلاّ أن الكتاب يعتبر أيضاً مرجع للمفاهيم والمصطلحات الخاصة بثقافة كل طرف لفهم الآخر.
يريد البدور مساعدة القاريء الغربي على فهم العالم العربي ببضع كلمات ومن خلال رسومات الانفوغراف بطريقة سلسه وواضحة متجاوزاً الدراسات التقليدية التي تنشر آلاف الكلمات في محاولة لشرح ما يراد إيصاله، بحيث ترسخ في ذهن القاريء وبفهم معمق للفروقات الثقافية بين الغرب والعالم العربي، مستخداماً الصور التي ترمز إلى العالم العربي والصور الأخرى التي ترمز الى الغرب.
يقع الكتاب في ١٩٣ صفحة من القطع المتوسطة. يتضمن مقدمة و١٤ فصل وخاتمة. كتب المقدمة السير (هيو روبرتسون)، وزير الدولة الأسبق لشؤون الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطاني، الذي أثنى على البدور هذا العمل لمساعدة الشركات الغربية على فهم المنطقة وشعوبها والتنقل فيها. ووصف السير (هيو) البدور بأنه “يتمتع بميزة التداخل بين الثقافتين وقضاء خمسة عشر عاماُ في محاولة لمساعدة الغرب والعالم العربي على العمل معاً بشكل أفضل”.
من وجهة نظر السير (هيو)، فإن الكتاب مفيد وصدوره جاء في وقت تتطلع فيها المملكة المتحدة إلى إعادة تقيم علاقاتها خارج نطاق جيرانها الأوروبيين(خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي- بريكست)، وفي وقت غالباً ما يتم فيه إساءة تصوير العالم العربي وإساءة فهمه في الغرب.
يُشير البدور إلى أن بعض تعليقاته الواردة في الكتاب قد لا تروق لعدد من الأشخاص في العالم العربي أو في الغرب، لكنه يؤكد على إحترامه للثقافتين الغربية والعربية، وإن كانت لهجته تبدو في بعض الأحيان انتقادية للعرب أو للغربيين على حد سواء. ويوضح بأنه تعلم الكثير من الثقافة الغربية، وأن الثقافة العربية جزء لا يتجزأ منه ومن شخصيته، لكنه يحاول من خلال هذا الكتاب سد فجوة في المحتوى بين الغربيين والعرب.