العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين
ما أن شعر المعسكر الغربي بملامح إنهيار الجيش الأوكراني والنظام السياسي هناك حتى سارعوا لمحاولة تدارك هذا الإنهيار ،فتوجهت الدبابات إلى أوكرانيا برغم يقينهم أن هذا النوع من الإسناد لن يكون له اي تأثير يذكر في حسم المعارك وتغيير الموقف العسكري لصالح أوكرانيا بقدر ما قد يطيل أمد الحرب فقط ،وقد رافق قرار إرسالهم للدبابات قرارا أوكرانيا بإقالة العديد من النخب السياسية والعسكرية الأوكرانية بناءا على معلومات ورغبة غربية لتنقية الأجواء من الشوائب بحسب المعلومات الإستخبارية المقدمة إليهم، وكل ذلك يحدث في ظل تكبد الغرب خسائر فادحة متنوعة مع عدم وجود أي مصالح مباشرة لهم فلا مكان ديني ولا كتاب سماوي يخصهم قد تعرض لخطر الهجوم في الحرب الدائرة أما واقع حال الدول الإسلامية المخجل فهو مختلف تماما فالمسجد الأقصى مسرى رسول الله العظيم صل الله عليه وسلم يتعرض للإقتحام والتدنيس من قبل المتطرفين اليهود وسيتكرر ذلك أيضا، والقرآن الكريم يمزق في السويد وأمام سفارة إسلامية وقد تكرر ذلك على يد إحدى السياسيين العنصريين في هولندا ولا نرى أي ردة فعل تلائم هذا الهجوم على الأماكن الدينية والمصحف الشريف فلا دبابات تحركت ولا حتى مظاهرات تذكر قامت أو اية إجراءات دبلوماسية أو قانونية متاحة لمعظم هذه الدول حتى الشعوب نراها على وسائل التواصل تنتظر شهر رمضان المبارك وتفكر من الآن بنوعية ما تقدم على موائدها أما البرامج السياحية المتنوعة فممتلئة وتحتاج إلى حجوزات مسبقة من شدة التدافع عليها ،وكأن الأمر لم يعد يعني تلك الشعوب فبات من المؤكد أن الدبابات الإسلامية لن تتحرك صوب الأقصى ولا للسويد ولا حتى فرنسا ولكن المتطرفين بأنواعهم يعلمون جيدا أن هذا اليوم قادم إن عاجلا أم آجلا وبأن النصر سيكون قريبا عليهم فهم كمن يخربون بيوتهم بأيديهم ويستعجلون قدرهم المحتوم ،وما يقلقني كمواطن عربي ومسلم أن هذه الأمة ما زالت تتعاون وتتعاطف مع المعسكر الغربي بالرغم من أنهم هم سبب الويلات والنكبات التي حلت بنا وهم وراء قرب إعلان إنهيار سبعة عملات لعواصم عربية ،وهم السبب الرئيسي في غلاء الاسعار بعد فرضهم لعقوبات ظالمة على الشعوب ،وها هم يعاملوننا كدجاجة ستالين عندما نتف ريشها وأوجعها ورماها على الأرض وحين عرض عليها حفنة من القمح بدأت تركض خلفة وتحولنا إلى أمه تعيش لإجترار التاريخ والتغني به فقط ،ولم يعد لدينا مبادرات لصناعة أي تاريخ مشرف جديد يعيد الكرامة والعزة لهذه الأمة.
ونرى ممثل يهودي يحرك الغرب وجيوشها بخطاب بينما أمة المليار لا تستطيع تحريك اسلحتها إلا بأمر من الغرب الذين دمروا العراق وأعدموا الشهيد صدام حسين ،وها هم يستعدون لقصف إيران ارضاءا للصهاينة للقضاء على أي أمل بأي مستقبل لشعوب هذه المنطقة.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية من الزوال.