وطنا اليوم:ذكرت صحيفة The Daily Express البريطانية، السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن أندرو كولينز، الباحث في علم المصريات (أحد فروع علم الآثار)، يعتقد بوجود شبكة ضخمة من الكهوف والغرف والأنفاق، تمتد أسفل الهرم الأكبر في الجيزة، بعد اكتشاف ما يبدو أنه “عالم الفراعنة السفلي المفقود”.
أسرار حول الهرم الأكبر
ولا يزال الغموض يكتنف الهرم الأكبر، الأثر القديم الذي يُعتقد أنه بُني على مدى 20 عاماً خلال عصر الأسرة الرابعة في عهد الفرعون خوفو، لكن علماء الآثار لم يكتشفوا إلا سطحه فقط، ووفقاً لكولينز الذي زعم وجود مقبرة تمتد أسفل الهرم الأكبر.
الصحيفة البريطانية نقلت عن المستكشف قوله: “توجد آثار لم يصل إليها أحد في الأسفل هناك، بالإضافة إلى نظام بيئي دقيق يضم مستعمرات من الخفافيش وعناكب، حددناها مبدئياً على أنها من فصيلة الأرملة البيضاء”.
كان كولينز، الذي عرض اكتشافه بالتفصيل في كتاب “Beneath the Pyramids”، قد تعقب مدخل المقبرة بعد قراءته المذكرات المنسية لدبلوماسي ومستكشف من القرن التاسع عشر.
أضاف كولينز: “في مذكراته، يروي القنصل العام البريطاني هنري سالت تفاصيل بحثه عن شبكة سفلية من سراديب الموتى في الجيزة عام 1817 بصحبة المستكشف الإيطالي جيوفاني كافيليا”، وتقول المذكرات إن الاثنين استكشفا هذه الكهوف “لعدة مئات من الياردات”.
تعاون كولينز مع عالم المصريات البريطاني نايجل سكينر سيمبسون، واكتشف صدعاً في الصخرة، يمتد خلفه كهف طبيعي ضخم، وزعم أن هذه الشبكة تمثل تذكيراً مادياً بـ”العالم السفلي” الموعود الذي كان محورياً في رحلة المصريين القدماء إلى ما يسمى الحياة الآخرة.
يشير كولينز في تصريحاته أيضاً إلى أنه استكشف الكهوف إلى أن “أصبح الهواء محدوداً ولا يمكن الاستمرار”، مضيفاً: “إنها شديدة الخطورة، وتحوي حفراً وفجوات غير مرئية، ومستعمرات من الخفافيش والعناكب السامة”.
تابع كولينز أن “النصوص الجنائزية القديمة تشير بوضوح إلى وجود عالم سفلي بالقرب من أهرامات الجيزة”.
بناء الهرم الأكبر
كان لغز بناء هرم الجيزة الأكبر “خوفو” في مصر يشغل علماء الآثار لمئات السنين، قبل أن يكتشفوا دليلاً يظهر كيف تمكّن المصريون عام 2600 قبل الميلاد، من تشييد أقدم عجائب الدنيا السبع.
فقد اكتشف علماء الآثار بردية قديمة ومركباً لإقامة المراسم، ونظاماً مبتكراً لمحطات المياه، يوضح كيف استطاع بناة الهرم آنذاك، نقل كتل من الحجر الجيري وحجر الصوان تزن الواحدة منها 2.5 طن (نحو 2268 كيلوغراماً)، لمسافة 500 ميل (نحو 805 كم)، لبناء مقبرة الملك خوفو.
وهرم خوفو هو أكبر الأهرامات على الإطلاق، بطولٍ يصل إلى 481 قدماً (نحو 147 متراً)، وظل حتى العصور الوسطى أكبر بناء شيده الإنسان على وجه الأرض.
ساعد اكتشاف العلماء في تسليط الضوء على البنية التحتية التي أنشأها بناة الهرم، وقد تم الإعلان عن الاكتشاف مساء 24 سبتمبر/أيلول 2017، في الوثائقي “Great Pyramid: The New Evidence” على القناة الرابعة البريطانية، بحسب ما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية.
يظهر الاكتشاف أنَّ آلاف العمال المهرة نقلوا 170 ألف طن (154,221,406 كيلوغرامات) من الحجر الجيري عبر نهر النيل، في مراكب خشبية مربوطة سوياً بواسطة حبال، من خلال نظام قنوات أُنشِئَ خصيصاً، يُفضي إلى ميناء داخلي على بعد أمتار قليلة من قاعدة الهرم.
عُثِرَ أيضاً على لفافة من ورق البردي في ميناء وادي الجرف، أضافت رؤية جديدة للدور الذي لعبته المراكب في بناء الهرم، ووفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد كُتِبَت هذه البردية بيد ميري رع، الذي كان مشرفاً مسؤولاً عن 40 من أمهر العمال.