د. ياسين رولشده/ دبلوماسي واكاديمي
كانت دائما تحكم اوروبا الحديثه احزاب يمينيه واخرى بساريه او وسطيه..
لكن كون غالبية الشارع العربي ينظر بعين الشك والحذر
وربما العداء لكل إشارة سلبية تظهر في أوروبا فان اي مؤشر على تصاعد اليمين في،دولة ما يفسر اوتوماتيكيا كأنه موقف عدائي تجاه العرب مما يعطي الشارع العربي المتحفظ تقليديا ضد أوروبا مادة دسمه للتدليل على “،كراهية ” الاوربيين للعرب وللمسلمين..
ولعدم نكران
وجود هذه الظاهره في اوساط اليمين المتطرف الا أن هذا لا ينسحب على كل احزاب،اليمين ولا على الاوربيين عموما. .والعيب في هذا التقييم المتسرع يعود للنظره الاحاديه و لغياب المعلومه .
صحيح ان هناك احزاب يمينيه صعدت للسلطه في اوروبا. لكنها ليست كلها على نسق واحد ففيها اليمين المعتدل وفيها اليمين المتشدد وفيها المتطرف عنصريا..
مثلا في السويد ليس ذات اليمين الذي وصل مؤخرا للحكم هناك هو ذاته كما في ايطاليا او في بولندا وكما ان رئيس اليمين الحاكم في هنغاريا مثلا يعتبر،تركيا الحليف والصديق بل ان هنغاريا التي يعتبرونها في أوربا نموذج اليمين العنصري المتطرف انضمت مؤخرا الى مجموعه الدول ذات الثقافه التركمانيه.
وفي ذات الوقت الذي أحدث فوز تجمع اليمين الإيطالي ضجه كبرى كانت النمسا على موعد مع إعادة انتخاب رئيس يساري ليبرالي للجمهورية.
كما ان على راس المانيا وهي اهم بلد اوربي حصل قبل عام ونصف فوز تحالف اليسار والليبرالي وان الحزب اليميني هناك قد انهزم..بوضوح
واما في البانيا فاليسار يحكم هناك عشر سنوات ولا يزال.
ربما لا تعرفوا ايضا انه في سلوفينيا قبل شهرين فاز اليسار وانهزم اليمين شر هزيمه..
في فرنسا حزب وسطي وتحديدا يمين الوسط المعتدل بينما انهزم اليمين المتشدد رغم التنبؤ بفوزه..
اوروبا تحكمها اليوم احزاب يمين متنوع ويسار وليبرالي متنوع ويمين معتدل ويمين متشدد و يسار ليبرالي ويسار حاف..
هذه هي الديموقراطيه.. اليوم يفوز حزب يميني وغدا ياتي حزب يساري..ليست هذه اخر الدنيا..طالما هناك تداول للسلطه وانتخابات كل أربعة اعوام فهناك تبدل- طبيعي- بعواطف ومصالح وظروف الناخبين في كل مجتمع.
وكلمة اخيره فان الاحزاب التي تعادي الهجره والمهاجرين تفعل ذلك لا لكراهية عرقية بالمطلق.بل لا عتبارات داخليه ..حيث لا تريد الدول ذاك الكم الكبير،من النازحين الذين يشكلوا عبئا ماليا واجتماعيا حيث ينقلوا ” ثقافة مختلفه”..وخاصة في مجتمعات أوربية تعاني،من البطاله .مثل ايطاليا التي يرتفع فيها مستوى البطاله والتضخم ولذلك فان رجل الشارع هناك تقبل الخطاب الشعبوي المعادي للهجرة.التي أصبحت تشكل العبء الاقتصادي وبل الامني( ارتفاع معدل الجريمه).. مما ادى الى تفشي الخطاب الشعبوي المتعلق بوقف هجرات اللاجئين الذي لاقي قبولا عند الشارع .