لقاء مع القمر…مرة أخرى

12 أكتوبر 2022
لقاء مع القمر…مرة أخرى

وطنا اليوم_

بقلم: سوسن برجس السرخي

هناك ما يثير الدهشة أين أنت؟
بحثتُ عنك في كل مكان، أين تختبئ؟ كلمات تدور في مخيلتي..
تغيرت في حياتنا بعض المفاهيم، فأدركت أن التجارب ستعلمنا، والمواقف التي تمر في شريط
حياتنا من وضوح وغموض ستسوقنا إلى نهاية أجمل.
هيا يا قمري انتظرك وقد أعددت لك من أجل سهر يليق بصديقي.


أين تختفي بين حين وآخر؛ كيف حالك وهل انت بخير؟
يروق لي التحدث معك، ماذا تخبئ لي خلف ضوئك الساطع؛ أحلام وآمال أم أحزان وأوجاع؟ سئمت التحدث مع نفسي… هيا تحدث قل شيئاً وأنا سأستلقي تحت ضوء نورك الأبيض كصفاء قلبك وكلي آذان صاغية…
قل لي أين كنت وماذا يشغلك عن صديقتك؟

فبدأ يلتقط أنفاسه، ونظر إليّ وعيناه تتلألآن وابتسامة ثغره ردت لي روحي، فبادلته نفس الشعور؛ فأيقنت من وراء هذه اللوحة الفنية التي رُسِمت أمامي كلهفة عاشق يحتضن معشوقته
أنا بخير، لكن تغيرات الفصول باتت تربكني، فما عدت أعلم متى يبدأ دوري ومتى ينتهي؟!

صدقت يا صديقي حتى أنا أصبحت لا أميّز بين الحزن والضحك…

ما بكي يا صديقتي؟ كنت أتسلل كل ليلة لأنظر من نافذة غرفتك لكن ستارة النافذة كانت كلما تنزاح شمالاً ويميناً أختطف نظرة شوق ‘اليك…
آهٍ يا صديقي؛ لو كنت أعلم أنك تأتي إليّ كل يومٍ لكنت قد فتحت نافذتي وستارتي ليشع ضوء نورك على عيني؛ لتنبهني بحضورك وأفتح عينيّ الذابلتين وأجلس وأبوح لك بما في داخلي.

ها أنا أمامكِ وبين يديكِ؛ فتكلمي، قولي كل ما يجول في خاطركِ
كان بودي أن أتحدث، لكن سيداهمنا الوقت لأن حديثي لا ينتهي عن تغيرات ومصاعب هذه الحياة، لم يبقَ سوى ساعات قليلة وينتهي مشوار لقائنا فاسمح لي أن نستغل هذه الساعات والدقائق قبل أن يبدأ وقت شروق الشمس؛ فتغطي بانسياب خطوطها الذهبية نور وجهك الأبيض، فما رأيك يا صديقي أن نغلق نوافذ بوحنا هذا ونجعله في وقت لاحق؟

حسناً يا صديقتي سنجعل حديثنا في وقت لاحق، أسمحي لي أن أشكرك قبل أي كلام على هذه السهرة الجميلة أنت ملاك على هيئة بشر، وبرؤيتك أمامي ينزاح عن قلبي نصف همي
فهل تدركين أنك كالبحر! يحمل أحمالاً وأثقالاً دون أن يتألم أو يتكلم…
سعدت بلقائك وأشكرك على هذه الأمسية الجميلة سنعود ونلتقي مرة أخرى هيا يا صديقي سأذهب وأخلد إلى النوم، وداعا