وطنا اليوم:أكد سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في الأردن بيرنهارد كامبمان، أن “العلاقات السياسية الألمانية الأردنية هي في أعلى مستوياتها”، مشيرا الى أن “العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، امتدت تاريخيا منذ مطلع الخمسينيات، وهي مبنية على الثقة الهائلة بين القادة الألمان والأردنيين”.
وأعرب كامبمان، بمناسبة العيد الوطني الألماني، عن سعادته بهذا “المستوى المتميز من علاقات الحوار والتعاون والتنسيق بين البلدين”.
وأكد أن “التعاون متعدد الأطراف مع الأردن مستمر في مجال منع الأزمات وحلها، مشيرا إلى دور سلسلة اللقاءات حول عملية السلام في الشرق الأوسط بين وزراء خارجية كل من الأردن ومصر وفرنسا وألمانيا فيما يسمى بـ”مجموعة ميونخ” التي تأسست في العام 2020، لتكثيف التنسيق والتعاون، بخاصة على مستوى القضية الفلسطينية”.
وفي هذا السياق، أشار السفير الالماني للدور المهم الذي لعبه الأردن في المنطقة، باعتباره “شريكا مهما في منطقة صعبة ومترجما للديناميكيات الإقليمية”.
دور ألمانيا في مستجدات القضية الفلسطينية
وحول دور ألمانيا في تطورات القضية الفلسطينية، شدد كامبمان على أهمية تعاون الأردن وألمانيا بهذا الصدد، مشيرا إلى القرب الجغرافي والتقارب بين الأردن والأراضي الفلسطينية، ما يتيح للأردن أن يشرح للآخرين أين تكمن الموضوعات الأكثر تعقيدا، بالتوازي مع دور الثقل الألماني في السياسة الدولية، بالإضافة لعلاقاتها الموثوقة مع عدة دول في المنطقة. وقال “نناقش مع الأردن ما يمكن لأي من البلدين أن ينقله كرسائل وهذا تعاون مثمر”.
وأكد أن حكومة بلاده ملتزمة ومستمرة بتقديم المساعدات والدعم اللازم للمملكة، في وقت سيشهد فيه الأسبوع الحالي مفاوضات بين الحكومتين، الألمانية والأردنية، للموافقة على خريطة الدعم، للعامين المقبلين.
ألمانيا والتوتر السياسي في سورية
وبشأن التوتر السياسي في سورية، قال كامبمان إن “ألمانيا تدرك حجم ما تواجهه الاردن من تحديات في هذا الصدد، بسبب أزمة اللاجئين والحاجة للدعم”، مضيفا أن “ألمانيا من الشركاء الذين حافظوا على التعاون في المجال الإنساني،ـ وسنستمر في القيام بذلك”.
و”تتصدى ألمانيا أيضا، للتحديات الناجمة عن قضية اللاجئين بالتعاون الإنمائي الثنائي بين البلدين، فعلى سبيل المثال في قطاع التعليم؛ تدعم ألمانيا التعليم على فترتين للأطفال اللاجئين”، وفق كامبمان.
وبشأن الحل السياسي للأزمة السورية، أشاد ببدء الأردن “حوارا سياسيا بين العرب”، لمناقشة الحل في الصراع السوري.
التعاون الألماني مع الأردن
وقال إن “ألمانيا، ثاني أكبر مانح ثنائي للتعاون التنموي مع الأردن، ستعقد مفاوضات حكومية رفيعة المستوى حول المساعدة التنموية المستقبلية في عمّان يومي 5 و6 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي”، مضيفا أنه “سيجري الإعلان عن الالتزامات الجديدة للعامين المقبلين”.
وأكد كامبمان، ان المانيا أكبر مانح ثنائي في قطاع المياه مع المشاريع الحالية التي تبلغ 1.2 مليار يورو، مشيرا الى أن “وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية تعهدت في نيسان (أبريل) الماضي، بتخصيص 50 مليون يورو لمشروع تحلية ونقل المياه في العقبة وعمان”، مشيرا إلى أن “هذا يجعلنا ثاني أكبر مساهمين في الاتحاد الأوروبي”.
وحول تفاصيل التعاون الألماني مع الأردن حتى أيلول (سبتمبر) الماضي، وفي بند التعاون من أجل التنمية، أضاف أن “الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، تدعم الأردن منذ العام 1959 بنحو 3.33 مليار يورو، بينما قدمت ألمانيا 483.69 مليون يورو العام الماضي”.
وبيّن السفير الألماني أن “الدعم المقدم العام الماضي؛ يشمل المخصصات التالية: 160 مليون يورو لقطاع المياه، و150 مليون يورو لتمويل إصلاح قطاع التعليم، واكثر من 100 مليون يورو لمكافحة أزمة اللاجئين”.
وأشار إلى أنه “بالإضافة للالتزامات النظامية التي ظلت على مستوى السنوات السابقة، دعمت ألمانيا الأردن بأكثر من 200 مليون يورو، كمساعدة خاصة في مكافحة انتشار جائحة كوفيد – 19”.
وبخصوص تفاصيل المساعدة الإنسانية، صرح السفير الألماني بأن “ألمانيا هي ثاني أكبر مانح ثنائي للمساعدات الإنسانية للأردن، حيث قدمت أكثر من مليار يورو للاستجابة الإنسانية للنزاع السوري في الأردن منذ العام 2012”.
وتابع “في العام الحالي، قدمت وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية حتى الآن 86 مليون يورو لمنظمات إنسانية، كبرنامج الغذاء العالمي، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة كير، وكاريتاس، و MedAir and HelpAge”.
“في الفترة بين 2018 إلى 2020، مع قيام مانحين آخرين بقطع تمويلهم، زادت ألمانيا من مساعداتها وأصبحت أكبر مانح لـ”ا(لأونروا) وقدمت لها منذ العام الماضي نحو 150 مليون يورو من المساعدات”، موضحا أنها “ستحصل على المستوى نفسه من التمويل لهذا العام، وتم التعهد حتى الآن بـ122 مليون يورو من وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية والوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية”.
وفي مجال التبادل الاقتصادي والتجاري، قال كامبمان “وفق وكالة التجارة والاستثمار الألمانية، بلغ حجم التجارة الألمانية الأردنية 686.3 مليون يورو العام الماضي”، مضيفا أن “ألمانيا صدّرت بضائع بقيمة 625.5 مليون يورو للأردن، وبلغت الصادرات الأردنية لألمانيا 60.8 مليون يورو”، مبينا انه و”برغم أن الصادرات ما تزال عند مستوى منخفض، فقد تضاعفت الواردات الألمانية من الأردن تقريبا منذ العام 2020 إلى العام الماضي”.
التعاون الأكاديمي بين الأردن وألمانيا
أما عن التعاون الأكاديمي، فأوضح كامبمان أنه “في العام 2020، دعمت ألمانيا 2313 أردنيا للدراسة أو البحث في ألمانيا، عبر المنح الفردية وتمويل المشاريع المقدمة عن طريق خدمة التبادل الأكاديمي الألمانية (DAAD)”. بالإضافة إلى ذلك، قدم 215 ألمانيا للأردن للدراسة أو البحث، وأنه يوجد حاليا نحو 120 مشروع تعاون بين الجامعات الألمانية والأردنية”.
واعتبر أن “الجامعة الألمانية الأردنية، أبرز مثال على التعاون بين الجانبين في قطاع التعليم العالي، وهو على غرار جامعات العلوم التطبيقية الألمانية”.
الموقف الألماني بين روسيا وأوكرانيا
وحول الموقف الألماني بين روسيا وأوكرانيا، اعتبر السفير أن “روسيا تشن حربا غير مبررة وغير قانونية من العدوان على أوكرانيا ذات السيادة”، مؤكدا أن “ألمانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يقفون بحزم مع أوكرانيا في جهود دفاعها ضد السيادة”.
وفيما يتعلق بالجهود الألمانية للتخفيف من آثار الحرب الروسية الأوكرانية، ألقى كامبمان بـ “اللوم على روسيا في استقرار الاقتصاد العالمي، من خلال تدمير المحاصيل والبنية التحتية في أوكرانيا ومنع تصدير الحبوب الأوكرانية”.
وشدد السفير على فهم ألمانيا لتأثير الحرب على الدول الفقيرة، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية قدمت 4 مليارات يورو للمساعدات الغذائية العاجلة، وأنظمة أمن غذائي أكثر مرونة من أجل التخفيف من عواقبها.