وطنا اليوم – خاص – جمعة اردنية بامتياز سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية عقب ظهر الجمعة حالة تتبع الأخبار متسارعة في الزمان والمكان توقيتها لم يكن عبثياً ، حيث انتشر ظهر الجمعة وهو وقت الذروة في تتبع الاخبار وبشكل عاصف تسجيل قيل انه لمدير الامن العام السابق الجنرال الحواتمة لم يعرف مدى صحة ودقة ما ورد في مضمونه لم يكن توقيت انتشاره بريءً، أعقبه خبر سقوط جزء من عمارة قرب الدوار الخامس ما لبث أن تم نفيه و تأكيدات رسمية صدرت بأنه مبرمج بإشراف من أمانة عمان ، فيما خبر وفاة النائب الشيخ نواف الخوالدة الذي تم نفيه الآخر ، لتختم الأردن جمعتها بخبر غطى بشكل كبير على الساحة الإخبارية تعلق بإطلاق نار من قبل احد رجال القضاء على زوجته وولده، صدر قرار قضائي بمنع النشر فيه، في ظل هذه اللُمع من الأخبار ضاع خبر رئيسي تم تداوله بقوة مساء الخميس حول التغييرات المرتقبة في المراكز القيادية وتغييرات في التركيبة الحكومية ، والذي ذاب طيلة الجمعة عن بورصة التداول وانخفض سهم التداول فيه حتى نسيه أو / و أرغموا على تناسيه تجار البورصة الإخبارية ، وسط حالة الحقن التراتبية التي برزت ظهيرة الجمعة .
ثمة حالة ليست جديدة تجتاح الساحة الأردنية تتعلق بالتقاط كل ما هو ملفت وثمة حالة أخرى مقابلة تحاول استغلال هذا التعطش الشعبي لبث او حقن ما تريده ماكينة تعمل بدقة مستغلة التوقيت والذروة وساعات الدخول لبث خبر تريد منه الانتشار والتوسع وتريد منه أن يكثر فيه التأويل والتداول الغاية قد تدرج في إطار الحرق او في إطار التصفية ، فيما لا تزال حالة الانفلات التواصلي مستمرة والقدرة على ضبطه يبدو انها أصبحت صعبة وتحتاج الاستعانة بخبرات أخرى، نوه اليها اكثر من مرة وزير الدولة لشؤون الاعلام فيصل الشبول الذي تطرق الى التجربة المصرية في التعامل مع وسائل الاعلام والمواقع الإخبارية .
ليست المسألة متعلقة باستيراد تجربة خارجية او تصدير فكر اعلامي محلي، الأردن وكما هو معروف مدرسة في الاعلام وقد خرج قامات إعلامية وصحفية شغلت مواقع في محطات فضائية عالمية ، لكن المسألة أسهل بكثير من التعقيدات البيروقراطية التي تغيب عنها كل أشكال الحلول الرسمية ، المسألة مسألة ثقة وشفافية لا اكثر ، الفجوة تتسع والهوة أصبحت أكبر من المتوقع لدى رواد مطبخ القرار الأردني ، المسألة مكاشفة حكومية صادقة يقودها شخصيات ذو رؤية واضحة ونبض وحس وطني صادق تسابق زمن الفضاء الإلكتروني وتعمل بطرق مبتكرة لا تقليدية على تماس مع الشارع تقطع دابر الاشاعة ولا تترك مجالا للتأويل والتهويل وتكف يد أدوات صنع الاشاعة عن ممارسة طقوس الحرق و إعادة التدوير لشخوص الحالة الأردنية ، هنا يمكن ان نقول انه لن تكون لدينا جمعة التهافت على الخبر أو لن تكون لدينا ساحة التداول في بورصة الخبر التي شاهدناها بعد ظهيرة يوم الجمعة، ولن يكون لدينا حالة من العبث في المزاج العام الأردني .