المهندس مروان العتوم
الرسم عندما كان حرا وتلقائيا عبر عن علاقة الإنسان الحائرة بالوجود للإجابة على أسئلة مفتوحة بدون إجابات محددة عن مشاكل الإنسان الخالدة كالحياة والموت وما بعده … وعلاقة وكنه وسببية الوجود ككل … وكان ببحث دائم عن نافذة يطل منها على حياة أخرى خالدة في عالم آخر تغمره النورانية خالي من الآلام والشقاء .
تطور الفن في العصور الحديثة وتم تسليعه وتحول لمادة تجارية لتزين بيوت من يملك فائض من الجاه والثروة ففقد إلى حد كبير رسالته والاهمية من وجوده فتحول الى مقتنيات وحلي لا يتذوقه حتى من يقتنيه .
ولم يبقى لنا من فن التشكيل غير الخربشات الحرة على جدران البراءة لفتية ما زالوا يشعرون انهم يمتلكوا الحياة وما زال الدرب أمامهم طويل لبلوغ حافة هذه الحياة.
تعددت مدارس فنون التشكيل المعروفة من المدرسة الواقعية الانطباعية والتي كانت سائدة قبل وجود الكميرا خاصة في العصور الوسطى فزينت جدران القصور والكنائس … اما المدارس الفنية الأخرى من الرمزية والتجردية التكعيبية والسريالية فوجدت على الأغلب في عصور الاضطهاد الفكري والعقائدي في أوروبا على وجه التحديد فبعث الإنسان الذي أمتلك واحترف فن التشكيل رسائل اغلبها مشفرة ليعبر عن ذاته ليجد له مكان وحيز بين تزاحم الأقدام لشعوره احيانا بالاختناق فهرب إلى نفسه وتكور ورسم هذيانه وتداعيه الحر في إطار ومساحة اطلق عليها لوحه .