ارهاب فكري في اراء المؤيدين لمشروع قانون حقوق الطفل

30 أغسطس 2022
ارهاب فكري في اراء المؤيدين لمشروع قانون حقوق الطفل

عبدالحليم العشوش

تابعت اليوم مقالا في جريدة الرأي لأحدهم يصف فيه المعارضين لمشروع قانون حقوق الطفل بأنهم يعملون على دعشنة الأطفال من خلال رفضهم للقانون والحقيقه انها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها هؤلاء هذا الوصف.
اقول ابتداء ان هذا الوصف أصبح ( دقة قديمه) اكل عليها الدهر وشرب مع قناعتي التامه انهم يدركون تماما ان المعارضين للقانون اكثر منهم اعتدالا وأكثر حرصا على أمن الوطن واستقراره والشواهد على ذلك كثيره وان حب الوطن إنما هو عقيده..
أغلب المؤيدين للقانون حاولوا تزيين هذا المشروع ومكيجته الا انه سيبقى قبيحا ببعض نصوصه التي لن تشكل الا استعمارا جديدا وغزوا فكريا لمجتمعاتنا وبدأوا بهذا من خلال مشروع قانون لإطفالنا..
نفس العبارات وبذات الجمل أرادوا من خلالها دغدغة العواطف واستمالة أراء الناس فجاء حديثهم عن الصحة والرعاية والتعليم وهنا اقول لا يوجد عاقل يختلف معكم في هذا فكلنا متفقون على هذه الحقوق ونطمح ان تكون مجانية لجميع أطفالنا…
مانختلف عليه اكبر من ذلك وابعد بكثير وانتم تحاولون تغطية القانون ومشروعه بغربالكم المهترئ فنصوص بعض المواد تحتاج إلى دراسه تشريعيه معمقه وتحتاج أيضا إلى بيان الفلسفة التشريعيه للقانون…والأسباب الموجبة لتشريع هذا القانون حتى ياخذ اطاره التشريعي الصحيح…
المؤيدون للقانون لايدركون خطورة ان يتم النص على حق الطفل بالحصول على أعلى مستوى من الأفكار وهنا أتساءل اية افكار التي يراد لإطفالنا معرفتها،،، ماهي هذه الأفكار وهل هي منسجمة مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ام انها افكار التحرر والخلاعه دون حسيب او رقيب…
ثم يعرج القانون على حق أطفالنا في الترفيه والرفاه فكيف سيلهو أطفالنا وفلذات اكبادنا وبالقانون… أليس هذا مايريدونه دعاة تشريع القانون..
كيف نسي هؤلاء ان دولتنا قامت على مرجعية عربية إسلامية وعلى عشائرية متمسكة بارث تاريخي عروبي يرفض العيب قبل الحرام…
ضحكت مطولا أمام هذا المقال الواصف لكل من يخالفهم الرأي بأن فكره داعشي..
أن المحافظة على أطفالنا،،، والتي باتت لقمة عيشهم هي هم أسرهم ليلا ونهارا في ظل فقر وبطاله تشكل اكبر التحديات التي تواجهها الدولة الاردنيه..
ان اللغة التي يتحدث بها مؤيدو القانون إنما تشكل ارهابا فكريا تستوجب التوقف عنها حيث أن المقصود منها إنما هو تحريض واضح وصريح في زمن تكشفت فيها كل المؤامرات على وطننا وأصبح معروفا من يستجدي تمويلا من هنا ويتسول مساعدة من هناك دون أن يرف له جفن في خراب الوطن وزعزعة استقراره..