جرة قلم ( لمن يقرأ)

29 أغسطس 2022
جرة قلم ( لمن يقرأ)

بقلم : سهل الزواهره

يتحكم الوهم وأبالسته و يُقلِّب النجوم الفضية في إناء ذهبي فتُصدر باصطكاكها رنينًا ساحرًا يسلب العقول و يستولي زورًا على القلوب المأسورة و يتجسد حروفًا تتراقص ميلا كأبدع ما يكون التراقص يصيغها قلم اكتنز حبرًا قزحيًا يفيض نفاقًا يبغي وجها غير الله و الوطن ، يتفنن في صبغ كل ما يكره بلون باهت فيبخس المخالف و يعارك آل الحق و النظر السديد فيمسخهم بجرة قلم و يرفع سواهم من أهل الملة المثقوبة التواقة إلى مطر التسبيح معرضة له جسدها العاري من حرص أو خوف على جيل أو مستقبل أو قيمة ، لا يحكمها مبدأ و لا يلكمها صراخ يائس أو دعاء ثكلى .
عندما ترتفع و تائر الحرف و التحريض و تُطارد بوارق الأمل وأنوار الأنفاق الممتدة و تتقصد متخابثة إبراز الرداءة في أحط صورها لتصنف بها من اتخذته عدوًا لا لشيء إلا لأنه يرى ما لا يرى هبل و مناة و من شايعهم من أفاعي الحقول السوداء المبعثرة التي تسمنت بسموم تناسب كل مرحلة من مراحل السِفاح و التفريخ ، تُبدل جلدها من سواد إلى سواد زاعمة أنه ملك الالوان .
عندما يصبح التزوير طريقة و التزويق مذهب و تغتصب الزوايا و تحتل المنابر و تسقط المُسَلَّمات و يرتفع النشيد مبجلًا مرحبًا بعصر جديد تذوب حريته و يتسلط فيه على الاحرار العبيد ، و يمد اللص عصاه فيفسد الكروم و يقف على باب البستان هو و مطاياه ليمنع عنه الهواء و الماء و الامل ، و يخلط الغث بالسمين لتمرير الغث و يقسم على الف كتاب و كتاب أنه مشفق حريص.
ويل للمنافق كيف لا تبغضه مرآة بيته و يلعن خياله إياه ، كيف يجعل من اخوان لوط أهل بعد نظر و مدنية، و يلبس الطواغيت ثياب الملائكة و الصالحين!!! كيف يرتضي قولًا صُبحًا و ينقضه ظهرًا و ينكر كليهما عِشاءً و يبيت ليله حالمًا بِرهانٍ جديد يطيل به عمره الشاذ تحت كعوب الجواري ، ألم يعلم بأن الله يرى !!! ألم تنخزه جيفة ضميره و لو همسًا ليوحي له أن تدارك فالحياة مهما امتدت قصيرة و التنفع مهما عظم فإلى زوال!!! ألم يقرأ مواعظ التاريخ و مراجع السير ، عجبت لقوم علموا أن الموت لا بد بهم نازل كيف يبخلون على سمعتهم و عقبهم بقولة حق منزهة و لو مرة أو حتى صمت عن إعانة باطل أو هدم حق .
نعم المصالح عند الكثير دين يفوق كل دين و حسب اولئك أن من والاهم و من خالفهم لا يوفرهم على حد سواء في الغرف المظلمة، و رحم الله من قال ” و من البلية عذل من لا يرعوي و خطاب من لا يفهم ” …..